عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

ما وراء وما بعد الطائرة الروسية! بقلم: نشوان محمد حسين

المقالات 10 نوفمبر 2015 0 122
ما وراء وما بعد الطائرة الروسية! بقلم: نشوان محمد حسين
+ = -

 

 الروس.. من استبعادهم لفرضية العمل الإرهابي في تحطم طائرتهم إلى عدم استبعاد كل الفرضيات في تحطمها.. يبدو انهم أيقنوا أخيرا أن عملا ارهابيا هو السبب ولكنهم يترددون في البوح لأكثر من اعتبار وما جرى بين بوتين و السيسي خلال مكالمة هاتفية تضمنت ضرورة الحفاظ على المواطنين الروس في مصر مؤشر كبير على أن الإرهاب الداعشي وداعميه قد بدؤوا حربا جديدة على روسيا التي باشرت بخطة لاجلاء رعاياها من مصر!
وعلى مرمى من الحدث أميركا وعلى لسان اوباما تقول إن الطائرة تحطمت بفعل عمل إرهابي وكذلك بريطانيا وإسرائيل وهذا الادعاء يجب أن يؤخذ كدليل جدي فهؤلاء هم أهل مكة وهم أدرى بخبث مؤامراتها.. دول خليجية رددت ذات الكلام بنغمة الشماتة..
إذن يبدو أنه رد الأعراب والغرب على مصر بسبب موقفها من داعش، كذلك تصعيد الموقف مع روسيا بعد حربها على الإرهاب.. فهم يجيدون أكثر من غيرهم تبني وممارسة الأعمال الإرهابية، عملهم الوحيد الذي يتقنونه منذ مئات السنين وقد أغضبهم تعاون مصر مع روسيا في ضرب أبنائهم الدواعش، ولا يمكن لهم أن يراقبوا ضياع المليارات التي صرفوها على صناعة الإرهاب تحرقها طائرات الـ»سيخوي
والميك..».
يعلمون جيدا أن عشرات الآلاف من الروس يهربون من البرد إلى دفء مصر كسائحين فقرروا إنذار جميع السياح الأوروبيين وغيرهم بضرب الروس أي ضرب عصفورين بحجر، فمن جهة يتأثر الرأي العام الروسي وتنشغل حكومته ولو قليلا بتامين حركة نقلها ليس الجوية فحسب وإنما البرية والبحرية.. أما مصر فستكون خسائرها كبيرة على المستوى المادي، لا سيما وهي البلد الذي تدعم السياحة اقتصاده بقوة ومع بدء موسمها سيغادر السياح الروس الذين يسجلون الرقم الأكبر وسوف تجد أوروبا وأميركا أن ما حدث ذريعة مناسبة لتحذير سائحيها من التوجه أو البقاء في مصر رغم أن جسامة ما حدث في 11 أيلول لم يدفع دولة واحدة للمطالبة بمغادرة رعاياها.. عموما في النهاية يراهن الأعراب والغرب على خنق مصر اقتصاديا بغية إجبارها على العودة إلى ريالات الخليج..
ولكن ماذا سيكون الرد الروسي والمصري على هذا الأسلوب من الحرب، خصوصا عندما يتم الإعلان رسميا على تعرض الطائرة لعمل إرهابي؟ أعتقد أن بإمكانهما استغلال هذا لتحقيق مكاسب سياسية وإضفاء شرعية اكبر في حربهما على الإرهاب ليس دفاعا عن حياة السوريين هذا المرة وإنما دفاع عن حياة الروس والضغط أكثر على الدول الداعمة لداعش مثل أميركا والسعودية وتركيا..
وإذا ما امسك الروس بأدلة وبراهين تكشف الجهات المنفذة والداعمة لهذا العمل يمكن لها ان تذهب بالقضية إلى ما ذهب به الأميركيون و الانكليز حين تحطمت طائرتهم في لوكربي نهاية ثمانينيات القرن الماضي وكيف فعلوا ما فعلوا بليبيا بسببها..
أما مصر فيمكن لحكومة السيسي أن تقوي موقفها كونها قدمت نفسها كمنقذة للمصريين من إرهاب الإسلام السياسي وتقلل من اعتمادها على السياحة لصالح مصادر دخل أخرى رغم صعوبة الخيارات في ظل تآمر الغرب وحلفائه من الأعراب الذين يرون في أرض سيناء مكانا مثاليا للنيل من
مصر.

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار