
وسط حال «الهدوء الحذر» الذي يعيشه «طوزخورماتو» منذ ظهر السبت الماضي بعد «اتفاق التهدئة» الذي تم التوصل اليه بين «البيشمركة» والحشد الشعبي الذي يتكون معظمه من أبناء المكون التركماني، تجددت أمس المصادمات المسلحة بشكل متقطع في القضاء التابع لمحافظة صلاح الدين.
إذ تعرض وزير حقوق الانسان السابق والقيادي البارز في منظمة «بدر» محمد مهدي البياتي، لمحاولة اغتيال قرب مبنى «قائممقامية» القضاء المذكور الذي تسكنه اغلبية تركمانية من السكان.
وقال البياتي في تصريح صحافي مقتضب امس، عقب تواتر انباء عن تعرضه للاغتيال: «لدى تفقدي قضاء طوز خورماتو، اليوم (امس)، تعرض موكبي لاطلاق نار قرب مبنى القائممقامية».
واكد البياتي، وهو من ابناء المكون التركماني، واحد اعضاء «خلية الازمة» التي شكلها رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، لمتابعة الاحداث، أن «اطلاق النار لم يسفر عن اي اصابات او اضرار مادية».
تقارير اخبارية مصدرها وكالات انباء محلية، افادت امس نقلا عن شهود عيان ومسؤولين محليين ومصادر امنية ايضا، بان اشتباكات متقطعة تحصل بين الفينة والاخرى حتى بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ.
واكد النائب عن «التحالف الوطني» جاسم محمد جعفر، وهو تركماني ايضا، أنه «رغم الاجتماعات والمفاوضات لحل هذه الازمة، الا ان الاشتباكات ما زالت مستمرة بين البيشمركة والحشد الشعبي».
وهذا ما اكده ايضا، نائب محافظ صلاح الدين محمد قوجا, الذي قال امس: ان «قضاء الطوز يشهد هدوءا حذراً بعد دخول وقف إطلاق النار بين الحشد الشعبي والبيشمركة حيز التنفيذ وتبادل المحتجزين بين الجانبين», مستدركا أن «بعض أحياء القضاء شهدت إطلاق نار وتم وضع قوة مشتركة فيها لمنع تجدد الاشتباكات».
وأوضح في هذا السياق، أن «بعض أحياء القضاء مثل الجمهورية وجميلة وقرب سايلو الطوز جرت فيها اشتباكات متقطعة، مساء السبت، وتم نشر مفارز فيها وسوف يتم اعتقال أي شخص يقوم بالإخلال بالاتفاق وسيعاقب حسب القوانين ويحال الى المحكمة».
وقال قوجا في حديث صحافي: إن «الاجتماع المشترك بين قوات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة وبإشراف إدارة محافظة صلاح الدين وقضاء الطوز توصلت الى اتفاق نهائي يقضي بضرورة تطبيق إجراءات مشددة داخل القضاء لمنع أي تجاوزات قد تحدث مجدداً»، مبيناً أن «القضاء يشهد هدوءا حذراً بعد تعميم تعليمات الاتفاق المشترك على جميع سكانه».
رئيس المجلس المحلي في صلاح الدين احمد الكريم، أكد هو الاخر في تصريح صحافي، ان «الحذر والتوتر، يسودان الطوز»، لافتا الى «اننا سنعمل على التهدئة».
واشار الكريم، الى انه «اتفق مع جميع الاطراف في قضاء الطوز على اخراج قوات البيشمركة والحشد الشعبي من القضاء، فيما اشار الى ان الشرطة المحلية هي التي ستمسك الملف الامني للقضاء».
ومن المحاور التي تم الاتفاق عليها هي «العمل على التهدئة ووقف اطلاق النار، فضلا عن تبادل المحتجزين بين الطرفين»، وفقا للكريم الذي لفت ايضا الى انه «تم الاتفاق كذلك على اخراج قوات البيشمركة والحشد الشعبي، وان تبقى الشرطة المحلية و(الاسايش) لحفظ امن القضاء».
ووفقا لمعلومات متطابقة أوردتها التقارير الاخبارية، فان طفلا تركمانيا يبلغ من العمر تسع سنوات فقد حياته بطلقة من قناص من «البيشمركة» في حي «الامام احمد». بينما افاد مصدر امني، بأن «مجاميع كردية احرقت مبنى قائممقامية الطوز».
فيما اعلنت خلية الأزمة التي تم تشكيلها لإنهاء احداث طوزخورماتو، عن بنود الاتفاق بين الإطراف المتنازعة في القضاء لإنهاء الأزمة، مؤكدة الاتفاق على بنود أساسية أهمها، أن تكون شرطة طوزخورماتو هي المسؤولة عن امن واستقرار القضاء، الذي يعتبر من المناطق المختلف على جغرافيتها بين الحكومة المركزية في بغداد وسلطات اقليم كردستان.
الى ذلك، تجددت دعوات للتحقيق في الواقعة التي يحاول البعض استثمارها. اذ دعا «التحالف الوطني» الى تحقيق فوري وعاجل في الأحداث التي شهدها طوزخورماتو، وفيما طالب باعتماد منهج الحوار الوطني لتطويق الأحداث الجارية في القضاء، شدد على أن أي محاولة لإشعال الفتنة في هذا القضاء تخدم أهداف تنظيم «داعش» الارهابي.
في الوقت نفسه، حض التحالف البرلماني الاكبر في البلاد، على «تغليب لغة العقل واعتماد منهج الحوار الوطنيِّ لتطويق الأحداث الجارية في القضاء بعيداً عن التصعيد والتوتر».
من جهته، قال عضو لجنة «الامن والدفاع» النيابية هوشيار عبد الله: ان «هناك من يتربص بالحشد الشعبي والبيشمركة ويسعى لنسف العلاقة بينهما».