عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

«داعش» يلهث وراء الحصول على الذخيرة

الامن 07 ديسمبر 2015 0 215
«داعش» يلهث وراء الحصول على الذخيرة
+ = -

 


 

07/12/2015 09:54

 اكد تقرير موسع نشرته مجلة «بولتكس أند سوسايتي الدورية» حجم الحاجة الفائقة لارهابيي «داعش» من الذخيرة في ديمومة تصديهم لهجمات القوات الامنية في العراق وسوريا، الامر الذي يحتم تشديدا دوليا اوسع على عمليات المتاجرة بالاسلحة والذخائر، التي باتت تلك العصابات تضطر الى تجهيزها عبر «تجار اسلحة محليين».

وتسرد المجلة، قصصا عن بعض الاشخاص الذين يتاجرون مع تلك العصابات، موضحة ان ارهابيي «داعش» باتوا يعتمدون بشكل شبه كلي على السوق السوداء في توفير ما يحتاجونه من الذخائر، وهو الامر الذي يؤكده أبو علي، وهو تاجر اسلحة معروف كان يمدّ الجماعات التي تقاتل «داعش» في الجزء الشرقي من سوريا حيث تقع بلدته.

يقول ابو علي: لقد تيقنت ان تلك آخر لحظاتي في الحياة، حين ترجل اثنان من قيادات «داعش» من سيارتهما البيكب وتقدما نحوي، ولكن الدهشة غمرتني عندما اعطياني ورقة مطبوعة مكتوبا عليها «يسمح لهذا الشخص بشراء وبيع الأسلحة داخل حدود الدولة الاسلامية» بل انها كانت مختومة بختم «مركز الموصل». عندما اجتاحت الجماعة الارهابية مناطق شرق سوريا في العام الماضي خشي كثير من تجار السوق السوداء، ومنهم ابو علي، ان يتعرضوا للاعتقال أو التهجير، ولكنهم بدلاً من ذلك تلقوا معاملة اتسمت باللين من جانب «داعش». قول ابو علي، الذي يعمل الآن مثل عديدين غيره من داخل الاراضي التي استباحتها «داعش»: «هم يقبلون على الشراء بجنون .. يشترون في كل يوم وفي أي وقت .. صباحاً ومساء وليلاً».

ويؤكد «تجار السوق السوداء» ان «داعش» بحاجة ماسة الى الذخائر، وانواع من الاسلحة، فالطلب شديد جداً على اطلاقات بنادق كلاشنكوف، وعلى المدافع الرشاشة متوسطة العيار والمدافع المضادة للطائرات من عياري 14,5 ملم و12,5 ملم، مبينين ان تلك العصابات تشتري ايضا مطلقات القنابل اليدوية ورصاص بنادق القنص ولكن بكميات اقل.

وتبين المجلة، صعوبة حساب المبالغ التي تنفقها «داعش» على شراء الذخائر والاسلحة، لكنها تؤكد ان تكلفتها بمليارات الدولارات، ففي وقت سابق من العام الحالي مثلا تطلبت المناوشات التي وقعت على امتداد خطوط المواجهة بالقرب من مدينة دير الزور شرق سوريا مليون دولار شهرياً على اقل تقدير «وفقاً لما استقيناه من مقابلات اجريناها مع مقاتلين وتجار مطلعين» كما كانت تكاليف الهجوم الذي وقع في شهر كانون الأول على مطار في سوريا بالقرب من المنطقة السابقة، وهو هجوم استمر اسبوعاً كاملاً، مليون دولار أخرى. يقول ابو عمر متحدثاً الى صحيفة «فايننشيال تايمز» في مقابلة اجرتها معه في احد مشارب تركيا مستعيداً ذكريات عام من العمل مهرباً للسلاح مع «داعش»: «كنا نستطيع شراء ما نريد من قوات النظام السوري ومن العراقيين ومن الثوار، ولو استطعنا الشراء من الاسرائيليين لما اكترثوا لأن كل الذي يهمهم الحصول على السلاح» وقد ترك ابو عمر التجارة مع «داعش» هو الآخر في شهر آب بعد أن تأكد له أنه تنظيم قمعي.

وتبين المجلة، انه «طالما عبّر اعداء «داعش» عن دهشتهم من قدرة هذه الجماعة على تحريك ونقل امدادات ضخمة من الذخائر بسرعة تحت ظروف المعركة» مبينة ان «قوات البيشمركة سيطرت على وثائق تتعلق بشحن الاسلحة والذخائر التي تم شحنها خلال المعارك التي انتهت لتوها، كما يقول احد مسؤولي الأمن العراقيين، الذي اوضح أن الذخائر كانت تصل اليهم بالسيارة في ظرف 24 ساعة». والمحت المجلة، الى انه وفي بعض الأحيان تتمكن القوات الامنية في العراق وسوريا من التقاط المحادثات المتبادلة بين «امراء داعش» على موجات اللاسلكي. فعند الحدود العراقية السورية يجتمع مقاتلو البيشمركة حول جهاز ضبطت موالفته على موجة «داعش» فيسمعون نداءات يرسلها الارهابيون لطلب «كباب» و»تكة دجاج» و»سلطة». يقول ابو احمد ضاحكاً، وهو من قادة التمرد في شرق سوريا وكان يقاتل بين صفوف «داعش» حتى فراره الى تركيا خلال هذا الصيف: «من المحتمل أن المقصود بالكباب هو المدافع الرشاشة الثقيلة والسلطة هي ذخائر الكلاشنكوف لأنها تتألف من تشكيلة من الطلقات الحارقة والطلقات الخارقة، أي انها خلطة مثل السلطة.»

* عن مجلة بولتكس أند سوسايتي الدورية

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار