عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

مزيد من التحالفات بقلم: حسين علي الحمداني

المقالات 16 ديسمبر 2015 0 143
مزيد من التحالفات  بقلم: حسين علي الحمداني
+ = -

 

تنظيم «داعش» تمكن من تقسيم العالم إلى تحالفات ومحاور جديدة، وحتى هذه اللحظة هنالك ثلاثة تحالفات دولية تشكلت من أجل محاربة هذا التنظيم في العراق وسوريا، الأول تحالف تقوده أميركا والثاني برعاية روسية والآن السعودية تشكل تحالفا إسلاميا يضم 35 دولة لمحاربة الإرهاب.
وهذا يعني أن هذه التحالفات بتشكيلتها الكبيرة وغاياتها المتعددة لا تستهدف إنهاء تنظيم «داعش» ولكنها تحاول إعادة رسم خارطة المنطقة من جديد بعد مئة عام من سايكس بيكو وفق مصالحها الجديدة، فالتحالف الذي تقوده واشنطن لم يتمكن من إنهاء تواجد الإرهاب في سوريا والعراق وإن تمكن من إيقاف تمدده في العراق إلا إنه في الوقت نفسه كان عاملا معطلا لتحرير المدن العراقية التي بإمكان القوات العراقية تحريرها دون دعم من التحالف الذي تقوده واشنطن، وهو ما يعكس رغبة أميركية في إبقاء الحال على ما هو عليه دون أن تراعي مصالح
العراق.
وفي الجانب الثاني التحالف الروسي الذي يطلق عليه (الرباعي) رغم عدم إعلان العراق انضمامه إليه بشكل رسمي وعدم السماح للطائرات الروسية في ضرب مواقع «داعش» في العراق واقتصر الأمر على ضربات قوية لمعاقل الإرهاب في سوريا، وهذا يعني من حيث المبدأ أن مساحات تحرك كل تحالف (الأميركي والروسي) قد حددت بالاتفاق بين الطرفين بما يشبه تقاسم النفوذ في المنطقة من جديد.
ولهذا فإن على العراق حسم أمره بشكل واقعي ومنطقي وتحديد أي من التحالفين يخدم مصالح الشعب العراقي بغض النظر عن رفض هذا الطرف السياسي أو ذاك طالما إن الغاية تحرير المدن العراقية وإن مصلحة العراق أرضا وشعبا أن يتم تحرير المدن العراقية وطرد تنظيم «داعش» دون أن تكون هنالك (طبخة ثانية) أبرزها ما يطرح الآن عن التقسيم حتى وإن كان ناعما وتحت مسمى الأقاليم.
أما التحالف الثالث الذي أعلن عنه ومقره الرياض والمتكون من 35 دولة الغالبية العظمى منها لا تمتلك قدرات عسكرية تؤهلها لمحاربة الإرهاب فان الغاية منه إبراز العربية السعودية كطرف إقليمي مواز لإيران التي تحتفظ بعلاقات متميزة مع موسكو وعلاقات طبيعية مع واشنطن وتمسك الكثير من مفاتيح الحلول لقضايا المنطقة سواء في سوريا أو اليمن أو العراق وهي محل ثقة الغرب وأثبتت الكثير من المفاوضات أن إيران مقبولة غربيا أكثر من غيرها من دول المنطقة بما فيه
ا تركيا.
التحالف الإسلامي الذي أعلنته الرياض لا يحمل جديدا في القضاء على الإرهاب بقدر ما إنه قد يستخدم بشكل أو بآخر لتعزيز مصالح العربية السعودية في المنطقة ومحاولة منها لأن تشكل قطبا إقليميا تتمكن من خلاله أن تكون طرفا في أية مفاوضات سلام تجري برعاية أممية سواء في القضية اليمنية أو السورية وحتى الليبية.
ومن الواضح جدا أن العالم بدأ يستعد جيدا لحرب كبيرة عبر تحالفات عسكرية ذات أهداف متعددة تتعدى حدود محاربة تنظيم «داعش». 

 

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار