في كتاب تاريخ باللغة الإنجليزية مزين بالصور الملونة، توجد صورة معبرة لامرأتين ألمانيتين تجلسان بجانب جثة حصان ميت، كانتا تقتطعان من لحمه بسبب المجاعة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وخسارة المانيا الحرب. يمكن ملاحظة شيء من الخجل على وجه إحدى الامرأتين، فقد بدت كما لو أنها تفعل هذا مكرهة للبقاء على قيد الحياة. اللافت أن الإناقة لم تفارق هاتين الامرأتين حتى وهما تمارسان ذلك الفعل الحزين والمثير للغثيان.
هذه الصورة تذكر بحقيقة تتعلق بالقيم الاجتماعية وما تصنعه الأزمات بمنظومة القيم في المجتمعات. صورة المرأة الأوروبية الأنيقة بمعطفها البني وهي تجلس على الأرض وبيدها سكين تقطع بها من لحم حصان بدأ بالتحلل، لتضع من لحمه في حقيبتها الجميلة تذكر بسلم الأولويات التي تتحكم بالسلوك البشري، فإذا جاع الإنسان ولم يجد ما يأكله سينصرف عقله الى الطعام وينسى معه كل ما يمت الى الحضارة بصلة، لأن الحاجات الجسدية الغريزية هي الأساس الذي يحفظ لهذا الكائن حياته، فاذا توافرت له فإنه يمكن بعدها أن يرتقي لما هو أبعد وارفع في سلم القيم.
على ضوء هذه البديهية يمكننا هنا الحديث طويلاً عن حجم الخسارات التي تعرض لها العراقيون منذ عام 1991 حتى يومنا هذا، بعد حصار اقتصادي استمر لأكثر من 12 سنة فرض على النظام الدكتاتوري السابق وتحمل أعباءه العراقيون وحدهم، بكل فداحته وما فيه من غبن حرمهم من ثروتهم التي وضعت تحت سيطرة أميركا أو الأمم المتحدة، ليتم عزلهم في معسكر كبير اسمه الوطن لا يجدون فيه ما يشبع حاجاتهم الأساسية، بعد أن فرضت عليهم الحصة التموينية في ظرف اقتصادي عطل مرافق الحياة وصادر الثروة، الا ما فضل منها وتولى النظام السيطرة عليه، لينفق منه على المقربين والموالين له.
ان ما يعيد هذه الصفحات القريبة من تاريخنا العراقي الى ذاكرتنا اليوم هو النهج السياسي الذي لم يتغير ازاء هذا الشعب، ومن حقنا ـ بعيداً عن أية ايديولوجيات ـ ان نتساءل: لماذا يفرض على العراقيين أن يواجهوا كل هذه المآسي الاقتصادية والسياسية؟.
لقد كانت ميزانية العراق في السنوات الماضية تسمح بصنع الكثير لهذا البلد، وإحداث نقلة حقيقية في واقعه، عن طريق التنمية وتفعيل الزراعة والصناعة المحلية، إلا أن ما حصل هو اختفاء المليارات من ثروته وتصاعد وتيرة القتل اليومي عن طريق الإرهاب والمفخخات لتنتهي الى ظهور جيش من الإرهابيين العالميين والمحليين اسمه (داعش)!.
وها نحن نعود الى قصتنا القديمة (الحصار الاقتصادي)، وكأننا كنا على موعد مع صديقنا هذا بعد كل هذه التضحيات، لنعيش التقشف الاقتصادي ومعها حرب مفتوحة مع عصابات الإرهاب والفاسدين. لا نعلم الكثير عما يسمى بنظرية المؤامرة، لكننا نرى أن المصادفات الغريبة التي تحدث لهذا الشعب تجاوزت المعقول واصبحت بحجم السرقات التي تعدت المئات من المليارات، نعم يبدو انها مصادفات القدر الذي يعاند العراقيين وحدهم دون سائر الدول التي تعيش على النفط!.
هذه الصورة تذكر بحقيقة تتعلق بالقيم الاجتماعية وما تصنعه الأزمات بمنظومة القيم في المجتمعات. صورة المرأة الأوروبية الأنيقة بمعطفها البني وهي تجلس على الأرض وبيدها سكين تقطع بها من لحم حصان بدأ بالتحلل، لتضع من لحمه في حقيبتها الجميلة تذكر بسلم الأولويات التي تتحكم بالسلوك البشري، فإذا جاع الإنسان ولم يجد ما يأكله سينصرف عقله الى الطعام وينسى معه كل ما يمت الى الحضارة بصلة، لأن الحاجات الجسدية الغريزية هي الأساس الذي يحفظ لهذا الكائن حياته، فاذا توافرت له فإنه يمكن بعدها أن يرتقي لما هو أبعد وارفع في سلم القيم.
على ضوء هذه البديهية يمكننا هنا الحديث طويلاً عن حجم الخسارات التي تعرض لها العراقيون منذ عام 1991 حتى يومنا هذا، بعد حصار اقتصادي استمر لأكثر من 12 سنة فرض على النظام الدكتاتوري السابق وتحمل أعباءه العراقيون وحدهم، بكل فداحته وما فيه من غبن حرمهم من ثروتهم التي وضعت تحت سيطرة أميركا أو الأمم المتحدة، ليتم عزلهم في معسكر كبير اسمه الوطن لا يجدون فيه ما يشبع حاجاتهم الأساسية، بعد أن فرضت عليهم الحصة التموينية في ظرف اقتصادي عطل مرافق الحياة وصادر الثروة، الا ما فضل منها وتولى النظام السيطرة عليه، لينفق منه على المقربين والموالين له.
ان ما يعيد هذه الصفحات القريبة من تاريخنا العراقي الى ذاكرتنا اليوم هو النهج السياسي الذي لم يتغير ازاء هذا الشعب، ومن حقنا ـ بعيداً عن أية ايديولوجيات ـ ان نتساءل: لماذا يفرض على العراقيين أن يواجهوا كل هذه المآسي الاقتصادية والسياسية؟.
لقد كانت ميزانية العراق في السنوات الماضية تسمح بصنع الكثير لهذا البلد، وإحداث نقلة حقيقية في واقعه، عن طريق التنمية وتفعيل الزراعة والصناعة المحلية، إلا أن ما حصل هو اختفاء المليارات من ثروته وتصاعد وتيرة القتل اليومي عن طريق الإرهاب والمفخخات لتنتهي الى ظهور جيش من الإرهابيين العالميين والمحليين اسمه (داعش)!.
وها نحن نعود الى قصتنا القديمة (الحصار الاقتصادي)، وكأننا كنا على موعد مع صديقنا هذا بعد كل هذه التضحيات، لنعيش التقشف الاقتصادي ومعها حرب مفتوحة مع عصابات الإرهاب والفاسدين. لا نعلم الكثير عما يسمى بنظرية المؤامرة، لكننا نرى أن المصادفات الغريبة التي تحدث لهذا الشعب تجاوزت المعقول واصبحت بحجم السرقات التي تعدت المئات من المليارات، نعم يبدو انها مصادفات القدر الذي يعاند العراقيين وحدهم دون سائر الدول التي تعيش على النفط!.