عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

«داعش» يسرق أموال الموصليين بطرق مختلفة

الامن 14 يناير 2016 0 302
«داعش» يسرق أموال الموصليين بطرق مختلفة
+ = -
 

 

 

الموصل ـــ شروق ماهر
لم تنفك عصابات «داعش» الارهابية، عن مواصلة نهجها التعسفي ضد سكان الموصل الخاضعين لسطوتها، فبعد سلسلة الجرائم والعقوبات الوحشية التي طبقها «الدواعش» على اهالي المدينة المغتصبة، دأب التنظيم التكفيري على فرض «اتاوات» مالية عليهم بغير وجه حق، ورفع اسعار السلع والمواد الغذائية لتعويض خسارته الفادحة بعد ان فقد احد اهم خزائنه المالية بفعل ضربة جوية نفذتها طائرات «التحالف الدولي.

 

اتاوات «داعش»

 

اخر ما فرضه التنظيم التكفيري في هذا الاطار، هو جباية مبلغ (150) الف دينار عن كل منزل في مدينة الموصل بحجة اعادة خدمات الهاتف الارضي، على ان يشمل المبلغ المذكور اجور النصب وغيرها.  وقال العميد محمد الجبوري، ان «داعش فرض مبلغ (150) الف دينار على كل منزل كاجور خدمية لاعادة تشغيل الهاتف الارضي، وتتضمن ايضا اجور النصب»، مؤكدا ان التنظيم الارهابي فرض هذه الاتاوة بالقوة على الموصليين. وأضاف، ان «اهالي الموصل مستاؤون جدا من اجبارهم على دفع الاتاوة الجديدة..»، واصفا هذا الاجراء الداعشي بانه «محاولة جديدة من العصابات التكفيرية لسرقة اموال الموصليين، بعد سرقاتهم السابقة».
وتساءل الجبوري «كيف يدفع أهالي الموصل اتاوات وغرامات جائرة، وهم لا يستطيعون تأمين قوت يومهم؟ في ظل تدهور معيشي كبير باتوا يعانون منه منذ اشهر».

 

خسارة فادحة

 

هذا الاجراء التعسفي الذي اخذ عناصر «داعش» يطبقونه على سكان «الحدباء» تحديدا، تزامن مع «الانتكاسة الكبيرة» التي تعرض لها الارهابيون بعد ان قصفت طائرات «التحالف الدولي» مصرفا يستخدمه التنظيم الارهابي لخزن وارداته المالية التي يجنيها بطرق واساليب مشبوهة.
وقال مسؤول أميركي في تصريحات صحافية: إن غارة جوية شنتها طائرات «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، دمرت مصرفا يستخدمه «داعش» في مدينة الموصل قبل ايام.
واضاف المسؤول، إن «مبنى المصرف ضرب بقنبلتين زنة الواحدة منهما 900 كيلوغرام»، مؤكدا أن ملايين الدولارات كان التنظيم الارهابي قد جناها من بيع النفط والسرقة والابتزاز، قد دمرت.
وكشف المسؤول الاميركي ايضا، إن التحالف استهدف في الماضي مبنى أو مبنيين يستخدمهما «الدواعش» لخزن النقود، ولكن الغارة التي جرت الاثنين الماضي تعتبر الاكبر الى الآن.

 

انتكاسة كبيرة

 

وعلى ضوء هذه الخسارة المالية الفادحة لاتباع «الخلافة» المزعومة، اكدت انباء واردة من الموصل، انه بدت على وجوه الارهابيين ومريديهم المحليين، علامات الانتكاس والحسرة، وانعكست ايضا على تصرفاتهم في عموم مدينة الموصل.
وحول هذا الموضوع، قال العميد الجبوري، ان «عناصر (داعش) تعرضوا لازمة كبيرة وهلع وارتباك.. بعدما لحقت بهم خسائر مادية كبيرة نتيجة قصف مصرف الرشيد ومقتل مديره المتعاون مع الارهاب وسارق اموال المواطنين».
وكشف المسؤول الامني، عن ان «مدير المصرف ويدعى (اوس عبد عباس) احترقت جثته مع اموال المواطنين التي اقدم على سرقتها التنظيم الارهابي، فضلا عن اموال الاقليات والطوائف وابناء القوميات من سكنة نينوى الذين اصبحت ممتلكاتهم واموالهم غنائم للدواعش وغيرهم من المتمردين المحليين المتعاونين معهم».

 

شهود عيان

 

كلام الجبوري، أكده سكان محليون في مدينة الموصل، تحدثوا لـ»الصباح» عبر الهاتف ووسائل اتصال اخرى.
إذ قال غياث زكريا، ان «عناصر (داعش) بدأ عليهم استياء كبير وملامح مخيفة بعد تعرضهم لخسائر مالية نتيجة القصف المذكور»، مؤكدا انهم قاموا على اثر ذلك بـ»اعتقال العشرات من المواطنين من سكان المنازل القريبة من فرع مصرف الرشيد، خشية نقل معلومات تفيد بخزن اموال التنظيم الارهابي داخل المصرف».
كلام الشاب الموصلي، ورد ايضا على لسان الحاج هلال عادل، من سكان مركز الموصل الذي اكد انه «خيمت مشاعر وعلامات الحزن على وجوه (الدواعش) بعد ان اخرجوا اموالهم المحروقة واغلبها كانت بالعملة الاجنبية (الدولار) الاميركي».
واشار عادل، في هذا السياق الى ان «هذه الاموال كانت عليها حراسة مشددة من قبل مرتزقة (داعش) الاجانب الذين قتل منهم في القصف نحو 20 عنصرا اغلبهم من جنسيات المانية وبريطانية».
وكان مرتزقة العصابات التكفيرية، يقومون بنقل الاموال التي يحصلون عليها بطرق مختلفة كالسرقة والاتاوات الى المصرف الذي تم قصفه.

 

غلاء الاسعار

 

في موضوع اخر، افاد سكان محليون في الموصل، بارتفاع اسعار المواد الغذائية الضرورية في المدينة الى ثلاثة اضعافها خلال الـ(24) ساعة الماضية، وبامر من قبل قيادات «داعش» دون معرفة الاسباب.
وقال احد هؤلاء السكان عبر الهاتف مفضلا عدم نشر اسمه، ان «اسعار مواد السكر والرز والطحين والزيت.. ارتفعت اكثر من ثلاثة اضعاف اضافة الى  اللحوم البيضاء والحمراء المحلية  دون معرفة الاسباب». ويبدو ان الغاية من وراء رفع الاسعار هو تعويض الخسائر التي لحقت بهم بعد قصف مخزنهم المالي.
واضاف: «اقدم عناصر (داعش) على تهديد التجار في مدينة الموصل كافة، وابلغوهم بان زيادة المواد الغذائية تعود مبالغها الى خزينة التنظيم التكفيري او ما يسمى بيت المال اي (الحسبة).
ولفت ايضا الى ان «سعر كيلو الطحين بلغ (1500) دينار بعد ان كان سعره يبلغ (750) ديناراً، والرز (3000) دينار للكيلو الواحد بعد ان كان 1000 دينار، وكذلك الحال مع مادة السكر التي ارتفع سعرها من 1000 دينار الى 3000 دينار».
فيما وصل سعر «كيلو» اللحوم الحمراء الى 18000 دينار بعد ان كان يباع بـ 8000 فقط، والدجاج اصبح الكيلو منه بسعر 10000 دينار بعد ان كان بـ 4000 دينار.
يشار الى ان مدينة الموصل تمر بظروف قاسية جدا نتيجة الاوضاع الامنية المتدهورة بعد سيطرة عصابات «داعش» عليها صيف عام 2014، وتردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية وغيرها.

 

مصادرة منازل

 

الى ذلك، افاد مصدر عسكري، بقيام «داعش» بمصادرة نحو (200) منزل في صوبي الموصل «الايسر» و»الايمن» تعود ملكيتها لعوائل موصلية غادرت المدينة، ومصادرة ما في داخلها من اثاث وحاجيات.
وفي هذا الاطار، قال العميد ذنون السبعاوي، ان «عصابات (داعش) الارهابية اقدمت مرة اخرى على مصادرة منازل مدنيين ليسوا مطلوبين لها، بل لمجرد عدم عودتهم الى المدينة بعد ان غادروها لاسباب مختلفة».
واضاف السبعاوي، ان»عناصر (داعش) من الاجانب والمحليين، اقدموا على مصادرة كافة موجودات تلك المنازل والمركبات الشخصية التي كانت متواجدة داخلها واعتبروها غنائم لهم».
واوضح، ان «هذه المنازل تعود لمدنيين غير مطلوبين للتنظيم الارهابي، بل انهم لم يعودوا الى الموصل.. كما اقدم (داعش) في الوقت نفسه على اعتقال عشرات العوائل التي كانت داخل هذه المنازل واعتبرهم انهم يعملون على خداع التنظيم من خلال اشغاله المنازل بحجة غياب اصحابها».
كما بين العميد السبعاوي، ان «هذه المنازل تقع في مناطق الحدباء، المثنى، الزهور، التحرير، الجزائر، الفيصلية، تموز، الرفاعي، الدندان، الجوسق، باب الجديد».

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار