عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

بالتزامن مع طي أنقرة مرحلة «الآمال والمجاملات» مع إدارة ترامب: روسيا وتركيا تحسمان صفقة الـ«إس 400»

المقالات 04 يونيو 2017 0 146
بالتزامن مع طي أنقرة مرحلة «الآمال والمجاملات» مع إدارة ترامب: روسيا وتركيا تحسمان صفقة الـ«إس 400»
+ = -

 

8 views مشاهدةآخر تحديث : الأحد 4 يونيو 2017 – 4:55 مساءً
بالتزامن مع طي أنقرة مرحلة «الآمال والمجاملات» مع إدارة ترامب: روسيا وتركيا تحسمان صفقة الـ«إس 400»

إسماعيل جمال

باستثناء التفاصيل المالية التي لن تسمح أنقرة ان تقف مانعاً لحلمها بإتمام الصفقة، توصلت روسيا وتركيا إلى اتفاق على كامل التفاصيل الفنية لتزويد الأخيرة بمنظومة الصواريخ الدفاعية الروسية المتطورة «إس 400»، وذلك في خطوة استراتيجية سوف تمتد آثارها إلى العلاقات التركية مع حلف شمال الأطلسي «الناتو» والإدارة الأمريكية. هذا الإعلان جاء بالتزامن مع تفجر الخلافات بين تركيا وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب أشهر طويلة من «الآمال والمجاملات» التركية للإدارة الجديدة التي بدأت قبل أيام في تسليم شحنات من الأسلحة المتنوعة إلى الوحدات الكردية في سوريا التي تقول إنها امتداد لتنظيم العمال الكردستاني الإرهابي الذي أعلن بدوره، الجمعة، مسؤوليته عن إسقاط مروحية تابعة للجيش التركي قتل فيها 13 جندياً وضابطاً تركياً. والسبت، أكد الرئيس التنفيذي لشركة روستيك سيرغي تشيميزوف أن روسيا وتركيا اتفقتا على كافة الجوانب الفنية للصفقة الخاصة بتوريد منظومة إس 400 الصاروخية، وأن المناقشات الحالية تتعلق بالقضايا المالية، مضيفاً: «تم الاتفاق بالفعل على كافة القضايا الفنية، وأن المناقشات الحالية تتعلق بالقضايا المالية، وأن الجانب التركي يسعى للحصول على قرض». وهذه المنظومة المتطورة قادرة على اعتراض جميع أنواع الأسلحة الجوية الحديثة، بما في ذلك الطائرات الحربية من الجيل الخامس، فضلا عن الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز على مسافة أقصاها 250 ميلا تقريبا، وتعتبر المنافس الأول لمنظومة «الباتريوت» التابعة لحلف شمال الأطلسي «الناتو» التي فشلت تركيا في الحصول عليها على الرغم من أنها تمتلك ثاني أكبر جيش في الحلف. ويبدو أن أنقرة تمكنت من الحصول على ميزة إضافية تتعلق بإمكانية الإنتاج المشترك لهذه المنظومة، ما يعني موافقة روسيا على منح الخبراء الأتراك الخبرة الكافية لصناعة المنظومة بمفردهم مستقبلاً، وهو كان أبرز الأسباب التي تسببت في فشل إتمام صفقات سابقة مع الناتو والصين حسب وزير الدفاع التركي فكري إشيق الذي صرح «مع الأسف دول الناتو لم تقدم أي عرض لنا بهذا الخصوص، كما لم توافق على التبادل التقني والإنتاج المشترك مع تركيا، ولهذا اتجهنا إلى مسار آخر». الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال الخميس إنه تناول مع أردوغان موضوع الإنتاج المشترك لنظام الدفاع الصاروخي «إس- 400». وأردف: «العملية (الإنتاج المشترك للمنظومة الصاروخية) تتطلب مرحلة إعداد كبيرة من حيث التكنولوجيا وتدريب الموظفين، ولكن لا يوجد شيء مستحيل، وسنتحدث مرة أخرى حول بيع هذا النظام الحديث». واستدرك: «لكننا لم نبدأ بعد بإنتاج هذا النظام خارج البلاد. المسؤولون العسكريون في تركيا وروسيا يدركون مدى فعالية هذا النظام». كما لفت وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو نهاية نيسان/أبريل الماضي إلى أن موسكو وأنقرة توصلتا إلى اتفاق حول شراء المنظومة وأن المفاوضات تدور حول الإنتاج المشترك والأسعار. ويتوقع أن تثير هذه الصفقة مخاوف كبيرة لدى «الناتو» بقيادة الولايات المتحدة لا سيما الجدل القديم حول عدم إمكانية ربط المنظومة الروسية التي سوف تشتريها تركيا مع نظام الباتريوت التابع للحلف، وقال وزير الدفاع التركي: «لا يمكن دمج منظومة إس 400 مع أنظمة الناتو، ونحن في الأساس لم نقدم طلبا للناتو بهذا الخصوص». الحديث عن إتمام هذه الصفقة يأتي بالتزامن مع تقارب متزايد بين أنقرة وموسكو تمثل خلال الأيام الأخيرة في إلغاء بوتين لمزيد من العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على تركيا والسماح باستيراد جميع المنتجات التركية وإلغاء قيود السفر والسياحة والاتفاق على تسريع مشروع بناء الطاقة النووية «أك كويو» في تركيا، وخط نقل الغاز من روسيا إلى تركيا «السيل التركي» وهي من أبرز المشاريع الاستراتيجية التي تسعى أنقرة إلى اتمامها. لكن الأبرز هي المواقف السياسية التي تمثلت في الأيام الأخيرة بإشادة بوتين بالدور التركي في سوريا، وتأكيده معارضة تقسيم سوريا وتفهمه لهواجس تركيا بخصوص الوحدات الكردية وتنظيم «بي كا كا» لافتاً إلى أن «روسيا تحرص على التصرف إيجابيا تجاه هذه الحساسية»، كما اتهمت الخارجية الروسية الوحدات الكردية بعقد اتفاقيات مع تنظيم «الدولة» والتعاون معه في شمالي سوريا. هذا «الغزل» الروسي لأنقرة من خلال مهاجمة الوحدات الكردية، يأتي على النقيض تماماً مما فعلته الإدارة الأمريكية التي بدأت قبل أيام بتسليم أسلحة متنوعة ومعدات عسكرية وعربات مصفحة إلى هذه الوحدات التي تعتبرها أنقرة «إرهابية» وخطراً كبيراً على أمنها القومي. ودفعت هذه الخطوة المسؤولين الأتراك إلى العودة لمهاجمة الإدارة الأمريكية بشكل حاد ولافت، وذلك بعد أشهر طويلة خففت خلالها تركيا من انتقاداتها وبنت آمالا واسعة بأن تتبنى إدارة ترامب خطاً جديداً في التعامل مع الملف السوري ومخاوفها في المنطقة. وحذرت الخارجية التركية، من أن بدء واشنطن بتسليم الوحدات الكردية يعد «أمراً بالغ الخطورة»، وقالت: «هذه الإجراءات في غاية الخطورة على وحدة وسيادة أراضي سوريا. إن هذه الأسلحة يمكن أن تستخدم ضد تركيا وكل الإنسانية. من الضروري العودة عن هذا الخطأ». وبلغة حادة، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أنه «من ينتظر منّا (تركيا) الصمت إزاء تأسيس دولة إرهابية على حدودنا، يجهلنا»، كما قال المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالين: «من الواضح أن الأمريكيين ارتكبوا خطأ في هذا الموضوع وسيرون نتيجته على المدى المتوسط أو القصير». لافتاً إلى أن واشنطن «سوف تندم لاحقاً» على دعم الوحدات الكردية. واعتبر مجلس الأمن القومي التركي، أعلى هيئة عسكرية في البلاد، عقب اجتماع برئاسة أردوغان أن «سياسة الدعم المتبعة تجاه تنظيم «بي كا كا/ ب ي د» الإرهابي المتسترة تحت رداء «قوات سوريا الديمقراطية» عبر تجاهل تطلعات تركيا لا تتوافق مع مفهوم الصداقة والتحالف»، مع واشنطن. وفي تطور سوف يساهم في تعقيد المشهد بشكل أكبر، أعلن مسلحو تنظيم العمال الكردستاني، مسؤوليتهم، عن إسقاط مروحية تابعة للجيش التركي، تحطمت الأربعاء في ولاية «شيرناق» قرب الحدود التركية العراقية وقتل فيها 13 عسكرياً تركياً بينهم ضابط كبير، لكن السلطات التركية أعلنت في وقت سابق أن الطائرة سقطت نتيجة حادث عرضي وأنها تواصل التحقيق. وعلى الرغم من تأكيد المتحدث باسم الجيش الأمريكي الكولونيل ريان ديلون أن واشنطن سوف تقدم تفاصيل الأسلحة المقدمة للوحدات الكردية إلى أنقرة وستضبط استخدامها بشكل كامل، إلا أن تركيا تخشى أن تصل الأسلحة التي يمكن أن تحتوي مضادات للدروع يمكن أن تستهدف المروحيات من مسافات قريبة إلى تنظيم العمال الكردستاني، لا سيما وأنها ضبطت في السابق أسلحة روسية وأمريكية متطورة وصلت من خلال الوحدات الكردية في سوريا إلى المسلحين الأكراد على أراضيها

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار