
الموصل – الصباح أغلقت المحال التجارية في الموصل أبوابها بعد أن أجبر ما يُسمى بـ”بيت المال”، أو “هيئة الحسبة”، أصحاب هذه المحال على دفع ضريبة جديدة تحت مسمى الزكاة بذريعة “الجهاد في سبيل الله”، في حين أشارت مصادر موصلية إلى ان “الدواعش” توعدوا المخالفين أو الرافضين لدفع هذه الضريبة المقدرة بـ 250 ألف دينار بمضاعفة هذا المبلغ فضلاً عن عقوبات أخرى.
وضع اقتصادي مترد
اقرأ أيضا…
وتعيش “أم الربيعين” تردياً كبيراً وواضحاً في الوضع الاقتصادي والمعيشي لساكنيها الذين يقدرون بنحو مليوني مواطن لم يتمكنوا من الفرار من قبضة “مغول العصر”، لأسباب عدة أهمها الشروط التعجيزية التي وضعها “الدواعش” أمام الراغبين بالمغادرة في مسعى يهدف إلى الإبقاء على أكبر عدد ممكن من العائلات في الموصل لاستخدامهم دروعاً بشرية في حال انطلقت عمليات تحرير المدينة. وفرضت العصابات التكفيرية منذ منتصف شهر رجب الجاري من خلال مكبرات الصوت او عن طريق الجوامع على التجار واصحاب المحال التجارية كافة دفع مبالغ “زكاة” بقيمة لا تقل عن (250) الف دينار.
أتاوات الزكاة
وعزت العصابات هذه “الأتاوة” إلى حاجتها إلى المال لسد العجز الذي تعرضت له بعد القصف الجوي لطائرات التحالف الدولي أغلب (المصارف والبنوك) التي كانت تحوي أموالها فضلا عن مصادر التمويل الأخرى كأنابيب وشاحنات النفط. ويقول المواطن غائب نافع، صاحب محل لبيع المفروشات: إن محاله الثلاثة مغلقة منذ ثمانية أيام لرفضه دفع هذه “الزكاة” باسم الجهاد لعناصر “داعش”، مؤكداً أنه منذ عام ونصف العام تعاني المدينة من ندرة المتبضعين وإغلاق الطرق والحصار المفروض على أهاليها فيما يواصل الإرهابيون فرض الاتاوات على السكان الذين لا يجدون قوتاً لعيالهم. وأضاف نافع انه يمتلك ثلاثة محال يجب عليه أن يدفع عنها (750) ألف دينار، مبيناً أنه أكد للإرهابيين أن محلاً واحداً يعمل من دون أي عوائد مادية بسبب الكساد الذي تعاني منه المدينة، وبالرغم من ذلك فأن الدواعش مصرون على أن يدفع لهم عن المحال الثلاثة سواء كانت مفتوحة أم مغلقة. وتقوم عصابات الضلالة والتكفير بين آونة وأخرى بفرض غرامات وأتاوات بذرائع مختلفة غايتها الإجهاز على أموال المواطنين الموصليين تتنوع بين اجور هواتف ارضية او اجور كهرباء او ماء او غرامات توصف بـ”الشرعية” تفرضها ما يطلق عليها “هيئة الحسبة”، ويتم استحصال هذه الأموال عن طريق التهديد بالقتل او الاعتقال.
250 ألف دينار
فهمي عبد الله صاحب مطعم في منطقة الدواسة يقول: لا عمل يتناسب مع منح مبلغ 250 الف دينار كزكاة، متسائلاً اين هو العمل واين الناس التي كانت تقصد هذا المطعم ليلاً ونهاراً؟. وأضاف عبد الله أنه منذ احتلال الدواعش للمدينة لم أعد أرى أكثر من خمسة زبائن أو أقل أحياناً يرتادون المطعم، لافتاً إلى أن الزكاة فرضها الاسلام على ميسوري الحال ومن لديهم اموال كثيرة والإرهابيون فرضوها على الفقراء والمساكين الذين هم بحاجة إلى من يعينهم. وتستغل العصابات الإرهابية المناسبات الدينية والاعياد في الاستحواذ على ما تبقى من اموال المواطنين بحجج وأحاديث موضوعة لا يقبل بها دين وهي لا تعدو أن تكون طرقاً لسرقة الاموال.
قطع الأرزاق
ويقول الحاج ابو خليل مرة اخرى يعود هؤلاء الوحوش بقطع ارزاق المئات من المواطنين بضرائب جائرة على اصحاب المحال التجارية، مؤكداً أن مبلغ الـ 250 ألف دينار التي يفرضها الدواعش تعد اليوم مبلغاً خيالياً بالنسبة للموصليين لا يملكه أغنى الأغنياء حالياً. وكانت عصابات “داعش” الإرهابية قد هددت اصحاب المحال التجارية الممتنعين عن دفع ما أسموه بـ”زكاة شهر رجب الجاري وشعبان المقبل” البالغة 250 الف دينار عراقي بمضاعفته إلى (500) الف دينار عراقي تدفع خلال مدة أقصاها منتصف شهر شعبان المقبل بحسب تبليغات “هيئة الحسبة” لأصحاب المحال في الموصل.