بغداد – الصباح شدد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي على ضرورة إعادة نظام التعليم الى المناطق المحررة لتتمكن هذه المناطق من بناء مجتمع صحيح، رافضاً جعل الدورة الانتخابية ساحة للصراع السياسي والمتاجرة بدماء العراقيين، وفي حين دعا رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري الى تعزيز مجانية التعليم وزيادة ميزانية وزارة التربية لدعم ابناء الشعب، اكد وزير التربية محمد اقبال عدم إمكانية عزل أي اصلاح للتربية عن التوجه السياسي والواقع الاقتصادي للبلاد.
إصلاح الواقع التعليمي
اقرأ أيضا…
وقال العبادي، في كلمته خلال المؤتمر النوعي الأول لمنجزات وزارة التربية، ان «الحرب الإرهابية التي تعرض لها العراق تترك اثارها السلبية على الطلبة والواقع التربوي بصورة عامة، لذلك هنالك حاجة أساسية لإصلاح الواقع التعليمي والجيل بصورة عامة»، لافتا الى ان «الحرب التي نخوضها ضد عصابات «داعش» الإرهابية هي حرب على التخلف والجهل والتغلب فيها يكون من خلال اصلاح النظام التعليمي». وأضاف العبادي أنه «من غير الممكن تأجيل القتال مع عصابات «داعش» الإرهابية في جبهات القتال، لان قتالنا مع الجماعات الإرهابية قتال وجودي يهدف الى ربح الحرب ضد الجهل والتخلف»، مشدداً على ضرورة «إعادة نظام التعليم الى المناطق المحررة لتتمكن هذه المناطق من بناء مجتمع صحيح يعي ضرورة العلم». ورفض رئيس مجلس الوزراء ان «تكون الدورة الانتخابية ساحة للصراع السياسي، لأنه من غير الواقعي ان تخوض القوات الأمنية حربا في ساحات القتال والجبهات»، مؤكدا انه «لا يحق لاحد ان يرفع شعار الإصلاح وسلوكه ضد الاصلاح، او ان يطالب بتغيير الفاسدين وتكون مؤسسته فاسدة»، مؤكداً على «ضرورة ان يكون اصلاح النظام التربوي اللبنة الأساسية في عملية الإصلاح المجتمعي، والارتقاء بالنظام التربوي ومساعدة الطلبة النازحين»، لافتاً إلى ان «المعلم والطالب لا يقلون اهمية عن المقاتل في سوح القتال، واننا وعدنا ان هذا العام سيكون عام الانتصار العسكري على عصابات «داعش» الإرهابية، وكل فاسد حاول إعادة العراق الى الوراء».
محاولات تشويه الهوية
في حين قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، في كلمته بالمؤتمر، إن «اغلب المشاكل خاصة السياسية او الامنية او الاقتصادية او الاجتماعية لو بحثنا في اصولها سنجد أن مفتاح الحل فيها يكمن في قطاع التربية والتعليم كونه الحافز الحقيقي في محاربة الفساد»، موضحاً أن «قطاع التربية هو الوحيد القادر على انشاء جيل جديد مدرك للازمات التي تمر بها البلاد ويقدم حلولا حقيقية لهذه المشكلات من خلال منظومة تعليمية تجعل من المناهج العلمية ادوات لعلاج هذه المشكلات». واشار الجبوري الى ان «العراق يواجه محاولات مستميتة من قبل اعدائه لتشويه هويته، والتلاعب بمنظومته الفكرية الأصيلة، وذلك من خلال تغليب مفاهيم التطرف على الاعتدال، والتفرق على الوحدة، والارهاب على العدالة»، مبيناً ان «مستقبل وطننا يحفظه ويصونه اليوم اثنان، مقاتل يحمل سلاحه في سوح المعارك، يحرر الأرض، وتربوي يحمل قلما في المدرسة، يحرر العقل من كل شوائب النزاع، ويرسخ الاثنان في اذهان ابنائنا، ونفوس شعبنا، حب الوطن، وقيم الفداء، والتضحية، لأجل نهضته».
افتتاح مدارس للنازحين
واكد الجبوري ان»مجلس النواب متمثلا بلجنتي التربية والتعليم ستكون له وقفة ساندة في الجانب التشريعي من أجل دعم وتطوير هذا القطاع المهم وأن على الحكومة أن تقوم بواجبها أيضا من خلال تعزيز مجانية التعليم كونها حقاً لجميع شرائح المجتمع من خلال زيادة ميزانية وزارة التربية وبما يسهم بدعم أبناء الشعب العراقي». بدوره اكد وزير التربية محمد اقبال، في كلمته بالمؤتمر، أنَّ «التربية تشكل أحد مفاصل الحياة المهمة في المجتمع، فهي جزء من منظومة مجتمعية كبرى تشمل المجتمع كلّه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ومن ثَمَّ لا يمكن عزل أي إصلاح للتربية عن التوجه السياسي للدولة من جهة، والواقع الاقتصادي الذي تعيشه من جهة أخرى»، مبيناً ان «الوزارة افتتحت مديريات للتربية في اقليم كردستان العراق نظيرة للمديريات الأساسيّة في المناطق والمدن التي ترزح تحت سيطرة «داعش» الإرهابيّ وافتتحت أكثر من خمسمئة مدرسة لاستقبال تلاميذ تلك المناطق وطلبتها، ولم تغفل وزارتنا تضحيات مقاتلينا الأبطال من الحشد الشعبي والعشائري الذين وقفوا في سوح الجهاد والدفاع عن الوطن فذلَّلت المعوقات كلّها التي تقف حائلًا أمام إكمالهم مسيرتهم الدراسية وأداء امتحاناتهم النهائيّة».