
اوضح بعض المحللين إن الانخفاضات التي شهدتها أسعار النفط في الفترة الأخيرة مبالغ فيها خصوصا وأن الطلب لا يزال قويا رغم المخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي في المستقبل. وبسبب وفرة المعروض الحالية قال بنك جولدمان ساكس الأميركي هذا الأسبوع : إنه لا يتوقع انتعاشا كبيرا للأسعار قريبا. وقال البنك : «ما زلنا نتوقع أن تظل أسعار النفط محصورة في نطاق بين 45 دولارا و50 دولارا للبرميل حتى منتصف 2017 مع ميل مخاطر الأمد القريب إلى الاتجاه النزولي.» وعلى الصعيد نفسه قفزت صادرات النفط الإيراني إلى أكبر أربعة مشترين في آسيا 47.1 بالمئة على أساس سنوي في حزيران لتصل إلى أعلى مستوى لها في أكثر من أربع سنوات في علامة جديدة على أن مساعي طهران الحثيثة لاستعادة حصتها السوقية التي خسرتها تحت وطأة العقوبات تؤتي ثمارها. وتستعيد إيران حصتها السوقية بوتيرة أسرع مما توقعها المحللون منذ رفع العقوبات عنها في كانون الثاني بدعم من توافر المزيد من الناقلات لها من خلال حل مؤقت لمشكلة التأمين البحري. وقد تظل مبيعات النفط الإيرانية قوية مع خفض منتجي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أسعار مبيعات الخام في شحنات آب إلى آسيا ومنطقة البحر المتوسط ومن ميناء سيدي كرير المصري في إطار جهود متواصلة لاستعادة الحصة السوقية في هذه المناطق بعد رفع العقوبات. وبلغت مبيعات طهران النفطية أعلى مستوى لها في أربع سنوات ونصف السنة في حزيران لتصل إلى نحو مثليها منذ كانون الأول بعد رفع العقوبات عن صادراتها النفطية في كانون الثاني. ومن خلال بيع الخام بأسعار أقل من النفط السعودي والعراقي جذبت إيران عملاء جددا في دول مثل بولندا وحفزت زيادة الطلب من مشترين حاليين في آسيا. وأظهرت بيانات حكومية وأخرى تتبع حركة السفن أن الدول الآسيوية الأربع كوريا الجنوبية واليابان والصين والهند استوردت 1.72 مليون برميل يوميا من النفط الإيراني في حزيران. ونشرت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية يوم الجمعة بيانات رسمية تشير إلى شراء اليابان ما يقارب ثلاثة أمثال ما استوردته قبل عام لتصل وارداتها من الخام الإيراني إلى نحو 275 ألف برميل يوميا في الشهر الماضي. تجدر الاشارة الى ان أسعار النفط انخفضت امس الجمعة إلى مستويات جديدة هي الأدنى منذ نيسان مع تباطؤ النمو الاقتصادي الذي ينذر بتفاقم التخمة الحالية في معروض الخام والمنتجات المكررة. وجرى تداول خام القياسي العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة بسعر 42.51 دولارا منخفضا 19 سنتا أو 0.4 بالمئة عن مستواه عند التسوية السابقة. وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 26 سنتا أو 0.6 بالمئة إلى 40.88 دولارا للبرميل لينزل عن 41 دولارا للمرة الأولى منذ نيسان. وهبط الخامان نحو 20 بالمئة من ذروتهما الأخيرة التي بلغاها في حزيران.





