عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

ميلونكا ستويانوفسكا هدية حسين ميلونكا ستويانوفسكا

المقالات 10 سبتمبر 2016 0 205
ميلونكا ستويانوفسكا هدية حسين ميلونكا ستويانوفسكا
+ = -

ميلونكا ستويانوفسكا

 

توفيت في بلغراد قبل أيام المترجمة الصربية ميلونكا ستويانوفسكا عن عمر يناهز الخامسة والستين، وصلني خبر موتها عن طريق المستشرق سربكو ليشتاريج، الذي سبق أن ترجم لي عددا من القصص نشرها في جريدة «بوليتيكا» ومجلة «بازار» الصربيتين، وأصدر كتابا عن الراحل عبد الستار ناصر بعنوان «أسعد رجل في العالم» وقام أيضا بوضع كتاب عن الحكايات الشعبية باللهجة العراقية الدارجة. تعرفت على ميلونكا ستويانوفسكا قبل نحو خمس سنوات، عندما تلقيت منها رسالة تعرب فيها عن رغبتها بترجمة قصصي في كتاب، وأخبرتني بأنها استعارت كتبي من سربكو ليشتاريج وترجمت ونشرت ثلاث قصص، ومنذ ذلك الوقت بقينا على اتصال، وأدهشتني لغتها العربية الصافية كما لو أنها لغتها الأم.. صدرت المجموعة التي احتوت على عشرين قصة عن دار دوسييه ستوديو بعنوان «وتلك قضية أخرى» اختارت القصص من ثلاث مجموعات قصصية هي «قاب قوسين مني» و»كل شيء على مايرام» و «وتلك قضية أخرى» . خلال فترة الترجمة التي استغرقت ما يقرب من السنة وصدرت في العام 2014 كنا نتبادل الرسائل بشأن القصص وبعض مشاريعها الأدبية المقبلة. وطلبت مني إحدى رواياتي لترجمتها تاركة لي حرية الاختيار فأرسلت لها رواية «زجاج الوقت» وكانت قد بدأت بترجمة رواية «شرق المتوسط» لعبد الرحمن منيف، التي صدرت في العام الماضي 2015. اقترحت عليها ذات رسالة بأن تتخصص بترجمة الأدب الذي تكتبه المرأة العربية لأن كتابات المرأة لا تحظى بالاهتمام الذي تحظى به كتابات الرجل، فردت برسالة تقول بأنها تميل إلى النص بغض النظر عن جنس الكاتب. وأثناء العمل على ترجمة رواية «شرق المتوسط»، تعرضت لانتكاسة مرضية طالت أكثر مما يجب، حتى أخبرتني في إحدى الرسائل بأنها مصابة بالسرطان.. وكلما تباعدت رسائلها شعرت بأنها في محنة المرض، حتى وصلت آخر رسائلها لتخبرني بأنها تقضي أيامها بين المستشفى وسرير المرض في البيت. المعلومات التي وردتني من ابنتها بويانا تقول إن ميلونكا ستويانوفسكا ولدت في العام 1951 بقرية باروشواتس قرب مدينة لازارواتش في صربيا، تخرجت من جامعة بلغراد متخصصة باللغة العربية العام 1973، عملت في ليبيا بين سنتي 1974 و 1977، ثم عادت الى بلغراد لتعمل بوظيفة مترجمة بوزارة الشؤون الداخلية اليوغسلافية، وأخيرا قررت التفرغ وإعطاء المزيد من الوقت  للأدب العربي، لكن المرض لم يمهلها حتى تكمل ذلك المشوار الذي أحبته وسعت إليه.

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار