بغداد- شيماء رشيد عدت أوساط سياسية ان ما حدث في كركوك وبعض المناطق الاخرى كالرطبة امس محاولات بائسة من قبل عصابة «داعش» الارهابية التي تحاول ابعاد الانظار عن انتصارات قواتنا المسلحة في معركة الموصل. ومع ذلك، فقد دعوا الى تفعيل الجهد الاستخباري في المناطق كافة التي قد تشهد خروقات امنية. رئيس كتلة دولة القانون النيابية علي الاديب اوضح في تصريح لـ «الصباح» ان «ما حدث في كركوك خلال اليومين الماضين، ما هو إلا محاولة بائسة من قبل «داعش» للفت الأنظار عن الانتصارات التي تحققها القوات الأمنية في الموصل». وأضاف انه «من الممكن ان نشهد في الايام المقبلة نوعا من هذه الخروقات في المناطق التي توجد فيها خلايا نائمة للدواعش، فضلا عن إمكانية تسلل عناصر «داعش» مع النازحين من الموصل وهو امر يستدعي حذر القوات الامنية». بدوره، قال عضو مجلس النواب عن المكون التركماني عباس البياتي: إن «الخروقات الامنية الاخيرة في كركوك تحتاج الى خطة تكون بالتعاون مع السلطة الاتحادية، لاسيما ان المنطقة تحتاج الى قوة اضافية»، مبينا ان «هذه الخروقات اثبتت اهمية معالجة الحواضن في اطراف كركوك وضرورة تحرير الحويجة بأسرع ما يمكن». وبين البياتي لـ»الصباح» ان «خروقات كركوك لن تكون الاخيرة، ما لم تكن هناك اعادة للخطط الامنية الموضوعة»، مضيفا ان «الذي حصل في كركوك ليس مجرد خرق وانما محاولة لايجاد بلبلة وصرف الانظار عن معركة الموصل وما تحقق فيها من انتصارات كبيرة، لذلك، قد نشهد خروقا في محافظات اخرى لان «داعش» يريد صرف الانظار عن الموصل».
مسؤولية الخروقات بدوره، دعا عضو مجلس النواب عن كتلة الاحرار ماجد الغراوي الحكومة الاتحادية الى اعادة النظر في المفاصل الامنية الداخلية للمحافظة لكي يكون لها دور ايجابي في المرحلة المقبلة. وقال الغراوي لـ»الصباح»: إن «الخرق الذي حدث في كركوك كان متوقعاً بسبب عدم الاهتمام من قبل الاجهزة الامنية داخل هذه المحافظة، وبالتالي كل هذه الامور انعكست سلبا مما جعل عصابة «داعش» تخترق وتقوم بالعمليات الارهابية من خلال استهداف الدوائر الحكومية والمواطنين بالاحزمة الناسفة». وتابع انه «تمت استعادة الهدوء في المدينة وقتل الكثير من الدواعش، ولكن على القوات الامنية ان تكون اكثر حيطة وحذرا في المرحلة المقبلة ليس فقط في كركوك، وإنما في جميع المحافظات الاخرى لكي لا تحدث مثل هذه الخروقات الامنية».
سيناريوهات متعددة اما عضو البرلمان عن اتحاد القوى عبد الرحمن اللويزي فعلل ما حدث في كركوك بكونه محاولة للفت الانظار او اثبات الوجود او ارباك الاجهزة الامنية من قبل «داعش»، قائلا في تصريح لـ «الصباح»: «الى الآن تبدو عملية كركوك غامضة، وهناك اكثر من سيناريو واحتمال لها، ولكن الاقرب هو محاولة «داعش» إثبات الوجود ولفت الانظار بعيدا عن انتصارات الجيش العراقي في الموصل». واستبعد النائب «حدوث خروقات في مناطق اخرى، لا سيما ان كركوك قريبة من منطقة الحويجة التي لم يتم تحريرها حتى الآن، وقد يكون هناك احتمال لتسرب الارهابيين من خلالها»، مبينا ان «الاستحضارات والاجراءات الامنية متوفرة بحيث تحول دون تكرارها في المحافظات الاخرى».
محاولة يائسة كما بين عضو البرلمان عن التحالف الكردستاني ماجد شنكالي ان «ما حصل في كركوك هو محاولة يائسة من قبل «داعش» للحصول على اي ثغرة او ضعف موجود في اي محافظة لصرف الانظار عن الخسائر الكبيرة التي لحقت به في معركة تحرير نينوى». وقال شنكالي لـ»الصباح»: إن «عصابة «داعش» باتت منكسرة داخل الموصل وتحاول رفع المعنويات من خلال الخروقات في كركوك، لكن القوات الامنية في المحافظة أفشلت محاولاتهم»، مطالبا «الجهات الامنية بتفعيل الجهد الاستخباراتي الذي سيقلل من هذه الخروقات خاصة في المحافظات المتاخمة لوجود العصابات الارهابية»، وطالب ايضا «القائد العام للقوات المسلحة وجميع القوات الامنية بتحرير الحويجة لكي لا نشهد خروقات امنية وان تكون القوات الامنية اكثر حيطة في الفترة المقبلة».