بغداد/ شيماء رشيد ندد برلمانيون بالدور التركي التآمري المفضوح تجاه العراق، وما تقوم به حكومة انقرة التي يديرها حزب «العدالة والتنمية» برئاسة رجب طيب أردوغان من ممارسات خاطئة بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي وكان آخرها احتضان اسطنبول لمؤتمر أطلقت عليه «نداء الموصل». ووصف أعضاء مجلس النواب المؤتمر الذي عقد في إسطنبول مؤخراً بـ «المحاولة القذرة» من قبل انقرة لإيجاد بديل لعصابة «داعش» في العراق في مرحلة ما بعد تحرير الموصل، وجرى عقد المؤتمر المذكور بحضور شخصيات مشبوهة أمثال المصري يوسف القرضاوي والسوري أسامة الرفاعي والفلسطيني نواف التكروري. عضو البرلمان عباس البياتي اكد ان الغرض من مؤتمر «نداء الموصل» الذي احتضنته تركيا في محاولة عرقلة جهود القوات الامنية العراقية والانتصارات التي تحققت، مبينا أن «المؤتمر الغرض منه التشويش على ما يحدث في الموصل». وقال البياتي لـ»الصباح»: ان «أهالي الموصل يريدون من ينقذهم من «داعش» وقبضته، وما تفعله تركيا محاولة لايجاد مكان لها بعد تحرير الموصل والحصول على ادوار وامتيازات»، مبينا أن «المشاركين في المؤتمر لا يمثلون أهالي الموصل»، وأضاف، «اننا نحتاج الى عمل ميداني ومصالحة اجتماعية، وغيرها مرفوض»، مطالبا بان «يكون للبرلمان ووزارة الخارجية موقف من هذه المؤتمرات التي لا تقدم شيئا وإنما تحاول تركيا من خلالها أن تجد دورا لها».
مطالب برلمانية أما عضو البرلمان ابتسام الهلالي فبينت أن «تركيا تجاوزت كثيرا على العراق وسيادته برغم المطالبات المستمرة لايقاف هذه التدخلات». وقالت الهلالي لـ»الصباح»: ان «مؤتمر «نداء الموصل» الذي عقد في إسطنبول، جرى بدون علم أو اتفاق مع الحكومة العراقية، وحضرته جهات معادية للشعب العراقي ومشبوهة على جميع المستويات، وتبنته وأقامته دولة معادية للعراق التي تريد من خلاله ابقاء العراق مقسما»، مبينة أن «الانتصارات الكبيرة للقوات المسلحة بصنوفها والحشد الشعبي وحسمها للمعارك سوف تنهي تدخلات تركيا». وتابعت ان «العراق يحتاج اليوم الى إنهاء «داعش» ثم بعدها الالتفات الى تركيا وإخراج قواتها من أراضينا، وفي حال عدم وجود طرق دبلوماسية فالطرق العسكرية مطروحة»، وطالبت الهلالي أن «يكون للبرلمان دور في هذا الموضوع واتخاذ قرار بشأن هذا المؤتمر وقطع العلاقات مع تركيا، ومحاسبة أي سياسي عراقي يكون قد حضر هذا المؤتمر المشبوه»، كما طالبت «وزارة الخارجية بالذهاب إلى مجلس الامن الدولي لاتخاذ إجراءات رادعة بحق تركيا التي تمادت كثيراً».
استمرار التدخل التركي كما اوضح عضو مجلس النواب مازن المازني أن «التدخل التركي في العراق مستمر سواء كان في الجانب العسكري أو الإعلامي أو غيره، حيث سيكون للعراق رد بالمثل»، قائلاً لـ»الصباح»: «إننا نرفض أي تدخل تركي لاسيما أن الحكومة العراقية ذات سيادة ويعترف بها العالم بأسره، وأن حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي نالت رضا أغلب هذه الدول»، مطالباً الجانب التركي بعدم التدخل بالشأن العراقي، وأضاف، أن «وزارة الخارجية العراقية رفضت التدخل التركي والبرلمان العراقي كذلك بجميع مكوناته».
مؤتمر لعرابي التكفير من جانبها، اتهمت عضو مجلس النواب فردوس العوادي حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا بجمع كل الاحقاد الطائفية في العالم ومحاولة تصديرها إلى العراق، وقالت العوادي في بيان صحفي تلقت «الصباح» نسخة منه: «بعد ان فشلت تركيا في إقناع المسلمين المعتدلين المنصفين، تحاول اليوم إيجاد شرعية لها بالتدخل في معارك الموصل وتحديد مستقبل اهلها، من شخصيات مستهلكة غير مرغوب بها في العالم الإسلامي مثل القرضاوي وما يسمى رئيس هيئة علماء المسلمين». وأضافت النائبة، ان «حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا جمع كل الاحقاد الطائفية في العالم التي تنطلق من شخصيات غير مرغوب بها لا تمثل الإسلام المعتدل، لمحاولة تصديرها إلى العراق»، واعتبرت أن «احتضان تركيا لمؤتمر ما يسمى «نداء الموصل» بحضور عرابي التكفير في العالم ما هو إلا محاولة قذرة لإيجاد بديل لعصابة «داعش» في العراق في مرحلة ما بعد تحرير الموصل». وأكدت العوادي، أن «تركيا كانت سبباً رئيساً بسقوط الموصل ودأبت خلال 4 سنوات على إدخال الارهابيين إلى العراق وشراء النفط العراقي منهم»، داعية انقرة الى «تحقيق العدالة لشعبها المضطهد بدلا من محاولة تهديم البنى الاجتماعية للشعوب الأخرى»، وتابعت إن «كل دول المجتمع الدولي مقتنعة بدور تركيا الارهابي مع «داعش»، وخاصة الاتحاد الاوروبي الذي استبعد نهائيا دخولها لحاضنة الاتحاد بسبب هذه المنطلقات».