
حكاياتنا هذه المرة يا سادة يا كرام من بيت إبراهيم الخليل في ذي قار الطيبة إلى بيت يونس في نينوى المجيدة، وقد خطتها بمزيج من الحبر والدماء والدموع يد سيدة جنوبية من مدينة الناصرية استشهد شقيقها في معارك تحرير نينوى، ولم تجف دموعها بعد على ذلك الشقيق الشاب؛ حتى فجعت بزوجها الذي استشهد بمعارك التحرير، ولكن هذه المرة لم يأت الجثمان الكامل لهذا الزوج لتودعه الأرملة المكلومة بل أن أشلاء كثيرة منه بقيت في أرض الحرام بمناطق يحتلها التكفيريون الإرهابيون من عصابات «داعش». وبكلمات تقشعر لها الأبدان، سطرت هذه السيدة السومرية من الناصرية رسالة إلى أهلنا في نينوى، مؤكدة «أنها وأطفالها الأربعة فداء لأهالي الموصل»، واعدة بأنهم سيشاركون في تحرير الموصل إذا ما طال حصار واحتلال تنظيم «داعش» للمدينة. وجاء في الرسالة التي تنشر «الصباح» نصها اعتزازا منها بموقف هذه السيدة الجليلة: «أخواتي الموصليات الطاهرات، أنا أُختكم من الناصرية أبعث لكم تحياتي وقبلاتي، قلوبنا معكم، الله يحرسكم ويحميكم أنتم وأولادكم، زوجي استشهد دفاعا عن العراق وعنكم في منطقة تسمى «عريج»، وأخي استشهد في منطقة «قرية عباسية» أرجو أن تقرؤوا لهم الفاتحة، أخي أتوا بجثته ولكن زوجي تقطعت أشلاؤه، لا تدعوا الإرهابيين يدنسوا مكان استشهاده لحين مجيئي أنا وأطفالي الأربعة، إنهم فداء لكم»، وختمت السيدة الجنوبية من الناصرية رسالتها مخاطبة أهالي نينوى بالقول: «لا تخافوا فوالله لو طال الحصار عليكم 10 سنوات سيكبرون أولادي ونحرركم، أنتم أهلنا وأولادي وزوجي فداء لكم».