بغداد / مراسلو المحافظات تواصلت في محافظات البصرة وديالى والديوانية وكركوك تنظيم الاحتفالات والكرنفالات للتغني بنصر القوات الامنية في الموصل، اذ عبر المواطنون عن فرحهم بهذه المناسبة ورفعوا الاعلام العراقية للتعبير عن الوحدة والتلاحم بين ابناء الوطن بمختلف مكوناتهم، الى جانب تمجيد بطولات المقاتلين الابطال، في وقت دعوا فيه الى استثمار هذا الدافع المعنوي لتعزيز التكاتف لتحرير اخر ما تبقى من الاراضي المغتصبة. سحق أقوى هجمة إرهابية ففي البصرة، ينظم المواطنون يوميا بشكل عفوي منذ اعلان بيان النصر، تجمعات فرح واهازيج شعبية تمجد بطولات وانتصارات القوات المسلحة والحشد الشعبي في نينوى. فقد شهدت ضفاف نهر شط العرب خلال اليومين الماضيين احتفالات نادت بالتحية والاعتزاز للمقاتلين الابطال. وقال عباس المنصوري، الطالب في جامعة البصرة الذي رافق عددا من زملائه للاحتفال بالنصر: ان جميع المحتفلين بهذا الانجاز عبروا عن مشاعر الفرحة بالنصر الكبير والقضاء على فلول “داعش” الذين ارتكبوا افعالا وحشية بحق الشعب العراقي بمختلف اطيافه. بدورهم، نظم مواطنون في احياء مركز البصرة و5 ميل والمعقل والجمهورية والطويسة والجنينة تجمعات تبادل خلالها المحتفلون التهاني فيما بينهم بمناسبة يوم النصر. وقال الشيخ عبد الزهرة حمود المنصور الوحيلي لمراسل “الصباح” سعد السماك: ان يوم النصر في نينوى تاريخي ويجب ان تستذكره الاجيال القادمة، وكيفية تمكن مقاتلينا الابطال من مقاومة اشرس هجمة ارهابية، مبينا ان عشيرته ستقيم متحفا خاصا لشهدائها الذين ضحوا بانفسهم في معركة الدفاع عن الوطن. وشهدت اقضية ونواحي الزبير والقرنة وابي الخصيب والفاو وام قصر وشط العرب والمدينة كذلك، احتفالات عفوية رفع خلالها المواطنون الاعلام العراقية تعبيرا عن الولاء المطلق للوطن.
دبكات وأغان وفي الشأن نفسه، احتفل المئات من اهالي كركوك وسط المدينة عشية اعلان النصر الحاسم على عصابات “داعش” الارهابية وطردهم من مدينة الموصل، اذ تم رفع الاعلام العراقية فرحا وتثمينا لشجاعة القوات الامنية. وقال علي فؤاد صاحب متجر (غازي مول) لمراسلة “الصباح” نهضة علي: ان المول كان منطلقا لاحتفال المئات من شباب كركوك، اذ ادوا الدبكات والاغاني على اصوات قرع الطبول، مبينا انه فرح عفوي يعكس مدى التلاحم والوحدة بين ابناء الشعب الذين تكاتفوا من اجل اعادة الموصل الى حضن الوطن. فيما قال الشاب مصطفى المشهداني: انها لحظات سعادة عمت العراق بارجائه بعد ان استطاعت القوات الامنية سحق عصابات “داعش” الارهابية في المدينة القديمة في الموصل وتحريرها بالكامل، وان فرحهم ما هو الا دافع معنوي لرص الصفوف وتعزيز التكاتف لتحرير الحويجة وتلعفر من الدواعش. وبين ان المئات من العوائل حضروا من مناطق المدينة بسياراتهم الى شارع المحافظة الذي تعالت فيه اصوات الطبول والموسيقى العالية وتعابير الفرح احتفاء بالنصر. وقالت المواطنة سفانة عبد الرزاق لـ”الصباح”: ان اجواء الاحتفال تعطي صورة بان العراقيين لن يسمحوا لاي دخيل بتدنيس ارضهم الطاهرة التي روتها دماء الشهداء او ترويج افكارهم المسمومة لتفرقتهم او شق صفوفهم، موضحة انها وعائلتها جاءت من اجل مباركة النصر والاحتفال مع الاخرين بعد سماعهم الاعلان الرسمي لتحرير المدينة من قبل القائد العام للقوات المسلحة.
شوارع الديوانية تمتلئ بالمحتفلين وفي السياق ذاته، غصت الشوارع الرئيسة القريبة من كورنيش الديوانية بالجماهير التي نزلت الى الشوارع لتعبر عن فرحتها بيوم النصر على “داعش” الارهابي. وقال عضو البرلمان عبد الحسين عزيز الموسوي لمراسل “الصباح” عباس رضا الموسوي: ان يوم النصر ما جاء لولا التضحيات التي قدمها جيشنا الباسل واجهزتنا الامنية والحشد الشعبي، مشيرا الى اهمية التماسك الشعبي بتحقيق النصر على الارهاب. فيما اكد محافظ الديوانية الدكتور سامي الحسناوي اهمية اظهار الفرح بيوم النصر الذي اكد للعالم قدرات الشعب العراقي واجهزته الامنية على تحدي الصعاب، لافتا الى ضرورة ان يحافظ العراقيون على وحدة صفهم خلال المدة المقبلة. بدوره، ذكر مدير قصر الثقافة والفنون في محافظة الديوانية الفنان صادق مرزوق، ان ادارة القصر شرعت بفتح قاعته الكبيرة لاحتواء الانشطة والفعاليات التي تقيمها المؤسسات الثقافية والفنية بمناسبة يوم النصر، مشيرا الى كثرة توافد الجمهور على الرغم من الحرارة الشديدة. من جهته، قال الناشط المدني رسول سالم: ان الاهالي حيوا فرحة الانتصار الكبير الذي حققه ابناء الاجهزة الامنية على دولة الخرافة التي جعلت شوارع الديوانية تغص بالجماهير.
تعزيز اللحمة الوطنية وعلى الصعيد ذاته، اشاد اعلاميو محافظة ديالى بتضحيات القوات الامنية والحشد الشعبي, معتبرين اياها اوسمة شرف رفعت مكانة العراق عالياً على مختلف الاصعدة. نقيب صحفيي ديالى ساجد المهداوي، قال لمراسل “الصباح” نبيل الشمري: ان ما حققته القوات الامنية وابطال الحشد الشعبي من نصر ابهر العالم، اذ قدم غيارى العراق بطولات وتضحيات اسهمت بسحق “داعش” الارهابي. وعبر المهداوي عن فخره بالابطال الذين صنعوا نصرا كان في نفوس الكثيرين ميؤوس منه بسبب تمادي العصابات الارهابية باجرامها وسيطرتها على مساحات كبيرة من ارض الوطن خلال المدة الماضية، حتى غير الشهداء تلك الصورة ليزرعوا الثقة بنفس كل عراقي بالقدرة على طرد وسحق كل الفلول الارهابية. من جهته، دعا الصحفي علي الحجية، الحكومة الى توظيف النصر على “داعش” الارهابي واستثماره بمختلف الاتجاهات, لاسيما العمل على مسح ما اسماها (دعشنة) المواطنين في المناطق التي كان يسيطر عليها “داعش” بسبب الافكار التي روجها وتدريبه للصبية ومن معهم من المتطرفين فكرياً. وتابع ان على المؤسسة الدينية ان تعي ذلك وكذلك النشطاء المدنيين ايضاً، لذا يجب اعداد برامج تأهيل للمجتمع الذي ترسخت في ذهنه صورة الدم، وبالتالي نكون قد حققنا نصرا تكامليا بمختلف الجوانب. بدوره، قال مدير تحرير جريدة ديالى الاعلامي مهدي شعنون لـ”الصباح”: ان جميع العراقيين ساهموا بتحقيق النصر، اذ لا يخفى على احد ما قدمه الاعلام من دعم للقوات الامنية وشاركهم بتقديم الشهداء والجرحى وهكذا بقية الشرائح وقد تكللت كل تلك الجهود والتضحيات بالنصر الذي انتظرناه بفارغ الصبر. واشار الى اهمية استغلال فرصة الانتصار الكبير على عصابات “داعش” لتعزيز اللحمة الوطنية, خصوصا أن معارك التحرير وما رافقها من ظروف على مدى الاعوام الثلاثة المنصرمة افرزت حالة ممتازة من التلاحم والانصهار المجتمعي والتوحد ضد عدو العراق (الارهاب) ومن يمثله وانخرط به.