بغداد / مهند عبد الوهاب
وكانت منظمة العفو الدولية «أمنستي إنترناشيونال» طالبت بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في «جرائم بحق المدنيين في الموصل» يحتمل أن يكون قد ارتكبها تنظيم «داعش» مدعية ان «القوات العراقية والتحالف الدولي» قد يكونان مشتركان في تلك الجرائم، في صورة تثير استغراب العديد من الاوساط المحلية والدولية، التي ابدت تعجبها من توقيت تلك الادعاءات التي تتزامن مع النصر الكبير في الموصل.تقارير خلف الجدران عضو لجنة العلاقات الخارجية النائب عباس البياتي، اكد « ان هناك شهادات دولية تشير الى بياض يد العمليات العسكرية للقوات الامنية التي تعاملت بانسانية عالية مع المدنيين «. وبين البياتي في تصريحات لــ«الصباح» ان « الادلة كبيرة على انسانية ومهنية الجيش والقوات الامنية المساندة له، وبشهادات اهالي الموصل، ومنها تأخير الاعلان عن النصر من قبل رئيس الوزراء للاطمئنان على سلامة المواطنين وعدم تاثرهم باي اصابات في عمليات المدينة القديمة، وهي التفاتة مهمة وانسانية «، لافتا « الى ان توقيت اصدار تقارير من قبل بعض المنظمات الدولية مع اعلان النصر على داعش يضعها امام تساؤل كبير.. اين كانت هذه المنظمات طيلة الفترة الماضية وداعش مازال ينتهك حقوق البشر في تلعفر والحويجة وراوه وعنه والقائم؟؟ واي انسان يخرج عن طوع التنظيم الارهابي يقتل، ولماذا هذه المنظمات لاتتحدث بالحقيقة للعالم؟ «. وتابع البياتي « هناك معلومات خاطئة تصل للمنظمات العالمية من بعض الاطراف العراقية التي كانت تريد ان يستمر داعش في قتل العراقيين او بعض الجهات التي لاتريد استقرار العراق»، مطالبا» المنظمات العالمية التي تصدر هكذا تقارير بان تزور العراق وتشارك مع الجيش والحشد واي جهة عسكرية تقاتل داعش في معاينة الواقع، وتطلع على حقائق الامور بعينها وتبتعد عن طرق كتابة التقارير غير الدقيقة خلف الجدران». واضاف « ان هناك جهات لاترغب للعراقيين ان يفرحوا بالنصر، فبدلا من النظر الى الصفحة البيضاء، يؤكدون على بعض النقاط الصغيرة هنا وهناك.. فيما يؤكد رئيس الوزراء دائما على مراعاة الوضع الانساني».
تعكير فرحة النصر من جانبه، اوضح عضو اللجنة الاقتصادية النيابية جواد البولاني « ان البيانات التي تصدر عن الحكومة العراقية مهمة ودقيقة، وتعالج وضعا فيه من التحديات الكثير» ، مبينا « ان الوضع الانساني في ظل المعارك الكبيرة مع تنظيم داعش الارهابي حتما ستتعرض فيه بعض البنى التحتية للمدينة الى الدمار، لكن ان يصل الدمار الى حياة المواطن المدني فهذا الشيء لم يحدث مطلقا «. واضاف في حديثه لـ» الصباح « ان «الهدف الرئيس من اطلاق العمليات الامنية في نينوى هو تخليص المجتمع الموصلي من الارهاب، واعادة الحياة الكريمة الى اهلها بدلا من حياة الذل والخوف ومشاهد الموت التي يرونها كل لحظة، في ظل سيطرة عصابات داعش. ودعا النائب، الى ان تتوجه المنظمات المعنية بحقوق الانسان الى المجتمع الموصلي الذي تخلص من داعش بعد ان من الله عليه بالحرية من الارهاب، لا ان يصدروا بيانات مجانبة للصواب لتعكير فرحة النصر وطرد الارهاب». ولفت الى « ان جزءا من التقارير التي تصدر بالضد من الجهد العراقي في تحرير اهالي الموصل تتطلب البحث عن مصادرها»، موضحا « ان هناك جهات لاترغب بأن يفرح وينتصر وينعم الشعب العراقي والموصلي على وجه الخصوص، بالامان والاستقرار، وتحاول ان تضع العصي في العجلة للمناطق التي تحررت من داعش الارهابي «. ودعا « كل الجهات الى المساهمة في مواجهة الارهاب والتحديات في العراق مابعد داعش، من بناء واعمار للمناطق المحررة ودعم القوات الامنية»، مشيرا الى « انه على كل المنظمات العالمية والعالم ان تشهد ان العراق كان راس حربة ضد الارهاب في الدفاع عن المنطقة والعالم، ولم يكن الجهة التي ارادت السوء بمواطنيه».
أجندات داعمة فيما يرى الخبير بالشان السياسي والاستراتيجي، فارس عبد الوهاب الامين، بان « اقتراب القوات العراقية من اطلاق عملية نوعية خلال الأيام المقبلة في اخر المناطق التي تتواجد بها العصابات المسلحة من بقايا داعش المتطرف،والتي ستعصف بالارهابيين المحاصرين من كافة الجهات في أقضية تلعفر والحويجة والقائم وعنه وناحية راوه ، جعل من الاجندات الداعمة لها ان تتحرك، كي تشوش على معنويات القوات الأمنية وتحد من قدراتها على إنهاء اخر تواجد للتنظيم المجرم». وأشار الامين الى « ان القوات العراقية المشتركة أصبحت تمتلك خبرات رائعة وبسالة عالية في مكافحة الاٍرهاب، سواء في تشكيلات الجيش اوالشرطة اوالحشد الشعبي وتضحياتهم بدمائهم التي شهد لها العالم»، منوها بأن «الحرب تدمر كل شيء ، لكن الجنود العراقيين انقذوا المدنيين وتقاسموا معهم قوتهم وتموينهم وقاتلوا في ظروف جوية قاسية سواء في البرد القارص او تحت الصيف الحار اللاهب، وتمكنوا من اجتياز مرحلة صعبة في تاريخ العراق، مما اغاض توجهات بعض المنظمات تعمل بواجهة انسانية واعلامية، وخلفيتها مخابراتية ارهابية». وتابع ان «البلاد تحتاج لخطة مواجهة الموج العالمي السياسي والاعلامي الذي يحاول البعض منه تزييف الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان في تحقيق القوات العراقية للنصر والقضاء على فلول داعش، والعراق سيجتاز بقوة مرحلة ما بعد داعش ويكسر زيف تقارير وبحوث بعض مراكز الدراسات الدولية بدفع من دول إقليمية معادية ، ويبقى موحداً ولن يتحقق اي من اجندات الانفصال او التقسيم او إقامة ألاقاليم ، نتيجة ظروف ومؤثرات أقوى من المخططات تجعل الطيف القومي والديني في العراق يبقى واحد».