عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

غياب المصطلح في النقد الصحافي

المقالات 15 أكتوبر 2017 0 171
غياب المصطلح في النقد الصحافي
+ = -

 

8 views مشاهدةآخر تحديث : الأحد 15 أكتوبر 2017 – 8:44 صباحًا
 
أمجد ياسين 
مع اتساع حرية النشر والكتابة برزت ظواهر ثقافية عدة منها ما يعد ايجابا ومنها ما يعد سلبا. ان الاهتمام بالثقافة عبر وسائل الكتابة والنشر يعتبر ظاهرة ايجابية بحد ذاتها، لما لها من تأثير مباشر على حياة الفرد والمجتمع عبر الانتقال به من مستهلك دائم لكل ما ينتجه الاخرون الى متفهم يقف عند الانتاج المحلي.. ومن ظواهره السلبية هو غياب المنهج النقدي الذي يعالج الكتابة ، لانريد ان نعيد السؤال الاثير لدى الكثيرين، وهو هل يواكب النقد ما تطرحه الساحة الادبية والثقافية؟ والجواب هنا قطعا كلا، فليس من واجب النقد الكتابة عن كل ما تطرحه الساحة الادبية لان فيها الجيد وفيها قليل الجودة، ومن حق الناقد ان يشير الى ماهو اقرب الى ذائقته او الى المنهج الذي يطبقه أو هو أكثر من ذلك، ولا نستطيع باية حال من الاحوال اجباره على الكتابة عن كل جديد ليتحول الى موظف، وليس كاتبا له نصه الخاص. ان ما يكتبه الناقد الادبي هو نص مواز ولنقل نص ابداعي للنص الاصلي، وليس كما يعتقد البعض ان المقال النقدي هو نص مستعار او وليد النص الاصلي.

من جانب آخر،  ليس كل ما تطرحه الساحة الثقافية اليوم هي كتابات نقدية متميزة او صاحبة رؤية منهجية، ربما هذا مايعتقده اصحابها، ولعلنا نؤشر هنا الى غياب المصطلح النقدي عنها كاول مثلمة فيها، ونؤشر ايضا استغراق الكثير منها في النقد الانطباعي وهو الشائع في النقد الذي ينشر في الصحافة. مع العلم ان النقد الانطباعي كان مدرسة قائمة بحد ذاتها لها مفاهيمها واسلوبها وهي جزء من مفهوم يقف بين التعبيرية والواقعية والرومانسية، اي انها ليست مدرسة معزولة  عن تاريخها الذاتي وتاريخ العلاقات مع  المدارس الاخرى.  وتتميز المدرسة الانطباعية بان ” الانا” فيها مركزة اكثر، هي انا الناقد، فضلا عن ان المشهد اوالمنظر هو الذي يتحكم بانطباع الناقد عنه وبرأيه ورؤيته ايضاَ، فينعكس قوة تعبيرية  لدى الناقد، ويبرر هذا التداخل انها قد شكلت نقلة مهمة بين الرومانسية والواقعية تمهيد ا الى الرومانسية الثورية لانها ركزت على الذات والفاعل. لسنا هنا ضد المدرسة الانطباعية في النقد  والتي اندمجت بنسيج المدارس الاخرى، وهي جزء مهم من المدرسة النقدية الحديثة ،ولكننا نقف عند توقف الانطباعية عن متابعة النص في تحولاته الحديثة، إن غياب المصطلح في النقد الذي يتعرض للنتاج الادبي العراقي متخذا من الانطباعية منطلقا له، لن يؤتي ثمارا نقدية متميزة. فحتى الانطباعية كان لها مصطلحاتها وجذورها التي اعتمد عليها لتكون مدرسة انذاك، القضية ليست سهلة فنربطها بما يتشكل لدينا من انطباع دون معرفة اسس ومفاهيم هذه المدرسة او التطور الحاصل في النص من جهة وتطور المنهج النقدي عند مدارس اخرى واكبت الحداثة من جهة اخرى. ان المصطلح بحد ذاته اداة اسلوبية للتعبير عن شيء او حال او قيمة .. يتطور بتطور الانسان والمجتمع والنص، هذا ما يجب ان يعيه الكاتب عند الكتابة. بعض ممن يتصدى للنقد ، فيكتب نقدا ليس مفهوما لانه يخلو من المنهجية الواضحة، هي كتابة اقرب الى وصف النص منه الى تحليله والكشف عن مستوياته المضمرة.

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار