يقال، ان اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، وقفت مع نفسها تفتش عن اسباب الهزيمة، ويقال ايضا، ان الامبراطور، قال لأهل الشأن في تلك البلاد، ان الخروج من تداعيات الهزيمة، يتمثل في الارتقاء بالتعليم، وهذا لا يتحقق الا باعطاء المعلم راتب الوزير وهيبة الضابط وسلطة القاضي!.
قبل ايام كنت مع اصدقاء في جلسة خاصة، وقد ذكر الصديق الصحفي علاء الماجد، انه في احد الايام وعندما كان تلميذا صغيرا، ارسله اهله صباحا الى فرن الصمون، فتأخر بعض الشيء واقلق الاهل، لكنه عاد اليهم اخيرا بالصمون وبحكاية استحقت منا ان ندونها في هذه السطور، لأننا عشنا تفاصيل مقاربة لها وسمعنا بها، سنذكرها بعد ان نعرف ما جرى للصديق علاء الماجد، الذي كان قد وصل الى الفرن، وكاد يقف بالطابور او (السرا)، لكنه فوجئ بوجود معلمه وقتذاك، الشاعر المعروف شاكر السماوي، واقفا في الطابور قبله، ينتظر دوره، فما كان من الصبي إلا ان لاذ في مكان غير بعيد عن الفرن بانتظار ان يأخذ استاذه الصمون ويعود، ليتسنى له الوقوف في الطابور، او هكذا حدّث الصغير نفسه وهو ينظر من (مكمنه) القريب من الفرن الى استاذه الذي لم يتجرأ الى الوقوف معه، اجلالا واحتراما.
ولعله لم يكن الوحيد في تلك السنين، ونقصد ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وقبلها وحتى بعدها بقليل، من كان يتهيب الوقوف الى جانب استاذه، لان ذلك بمثابة تحد لمقام الاستاذ الذي كانت له هيبة الضابط وسلطة القاضي او ما يقارب ذلك، فالمعلم عبر تاريخه في العقود الماضية، كان يتمتع باحترام المجتمع وله سطوة كبيرة على مشاعر الناس، المتعلمين منهم والبسطاء على حد سواء، قبل ان تأتي الحروب والحصار ويصبح معظم المعلمين من اصحاب البسطات المسائية التي يشتري منها الناس الاشياء زهيدة الاثمان، ليوفر لقمة عيشه! فيما اختفت اناقته المعهودة وتلاشت تقريبا هيبته وسلطته القديمة، مثلما اختفت
قيم عديدة كانت قد جعلت العراق سابقا في مصاف الدول المتقدمة في المنطقة، اذ حدثني صديق معلم عن مجلس تحقيقي تشكل في احدى مديريات التربية، وجاءهم كإعمام رسمي لمدارس العراق كافة، يتحدث عن معلم (تم ضبطه) وهو يبيع ملابس حديثة قرب احد الاسواق التي تسمى سابقا (اورزدي باك)! كون هذا التصرف يعد من الكفر الذي يجب ان لا يمارسه التربوي، عالي المقام، اجتماعيا!.
اليوم، وحين يتحدث كثيرون عن ضرورة نهضة العراق بعد الكبوة الكبيرة التي حصلت له، لا بد للجميع ان يعملوا على ان ينهضوا بالتعليم، لا سيما الابتدائي، لانه الاساس، لا لكي نكون مثل اليابان بعد بضعة عقود، بل لكي نعود بالمعلم الى سابق هيبته ولكي يشتري الصمون صباحا ولا يزاحمه احد تلاميذه بصلافة، ويقول له (اوكف بالسرا)! لأن الانضباط التربوي يبدأ من الصف ليعم كل مناحي الحياة الاخرى وتنتظم الحياة في اي مجتمع.
قبل ايام كنت مع اصدقاء في جلسة خاصة، وقد ذكر الصديق الصحفي علاء الماجد، انه في احد الايام وعندما كان تلميذا صغيرا، ارسله اهله صباحا الى فرن الصمون، فتأخر بعض الشيء واقلق الاهل، لكنه عاد اليهم اخيرا بالصمون وبحكاية استحقت منا ان ندونها في هذه السطور، لأننا عشنا تفاصيل مقاربة لها وسمعنا بها، سنذكرها بعد ان نعرف ما جرى للصديق علاء الماجد، الذي كان قد وصل الى الفرن، وكاد يقف بالطابور او (السرا)، لكنه فوجئ بوجود معلمه وقتذاك، الشاعر المعروف شاكر السماوي، واقفا في الطابور قبله، ينتظر دوره، فما كان من الصبي إلا ان لاذ في مكان غير بعيد عن الفرن بانتظار ان يأخذ استاذه الصمون ويعود، ليتسنى له الوقوف في الطابور، او هكذا حدّث الصغير نفسه وهو ينظر من (مكمنه) القريب من الفرن الى استاذه الذي لم يتجرأ الى الوقوف معه، اجلالا واحتراما.
ولعله لم يكن الوحيد في تلك السنين، ونقصد ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وقبلها وحتى بعدها بقليل، من كان يتهيب الوقوف الى جانب استاذه، لان ذلك بمثابة تحد لمقام الاستاذ الذي كانت له هيبة الضابط وسلطة القاضي او ما يقارب ذلك، فالمعلم عبر تاريخه في العقود الماضية، كان يتمتع باحترام المجتمع وله سطوة كبيرة على مشاعر الناس، المتعلمين منهم والبسطاء على حد سواء، قبل ان تأتي الحروب والحصار ويصبح معظم المعلمين من اصحاب البسطات المسائية التي يشتري منها الناس الاشياء زهيدة الاثمان، ليوفر لقمة عيشه! فيما اختفت اناقته المعهودة وتلاشت تقريبا هيبته وسلطته القديمة، مثلما اختفت
قيم عديدة كانت قد جعلت العراق سابقا في مصاف الدول المتقدمة في المنطقة، اذ حدثني صديق معلم عن مجلس تحقيقي تشكل في احدى مديريات التربية، وجاءهم كإعمام رسمي لمدارس العراق كافة، يتحدث عن معلم (تم ضبطه) وهو يبيع ملابس حديثة قرب احد الاسواق التي تسمى سابقا (اورزدي باك)! كون هذا التصرف يعد من الكفر الذي يجب ان لا يمارسه التربوي، عالي المقام، اجتماعيا!.
اليوم، وحين يتحدث كثيرون عن ضرورة نهضة العراق بعد الكبوة الكبيرة التي حصلت له، لا بد للجميع ان يعملوا على ان ينهضوا بالتعليم، لا سيما الابتدائي، لانه الاساس، لا لكي نكون مثل اليابان بعد بضعة عقود، بل لكي نعود بالمعلم الى سابق هيبته ولكي يشتري الصمون صباحا ولا يزاحمه احد تلاميذه بصلافة، ويقول له (اوكف بالسرا)! لأن الانضباط التربوي يبدأ من الصف ليعم كل مناحي الحياة الاخرى وتنتظم الحياة في اي مجتمع.