
بغداد – الصباح طالب رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أمس الجمعة، بتهيئة احتياجات معركة تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الارهابي، وذلك من خلال اطلاق موازنة نينوى وتسليح مقاتلي العشائر ودعم البيشمركة. تحرير نينوى وقال الجبوري، في كلمته بمؤتمر العشائر الاول لمحافظة نينوى الذي اقيم تحت شعار (نينوى تحرر ـ سلم ـ اعمار)، «كل يوم نلتقي فيه وتتكاتف جهودنا وتتصافح فيه اكفنا ونفكر معا، نقترب من عودتنا الى نينوى وهذا اليوم حلقة مهمة من حلقات ترتيبات النصر الناجز»، مشيراً الى ان «الصورة النهائية لمشروع تحرير نينوى بدأت تتشكل بانضمام كل اهلها الى جحافل المحررين، بعد ان منَّ الله علينا بتحرير الرمادي ومناطق واسعة حولها واقترابنا من الحسم الكامل لإعلان الانبار محافظة محررة بسواعد اهلها الابطال وبتعاونهم المخلص مع اخوانهم من الجيش والاجهزة الأمنية البطلة التي قهرت خرافة داعش وكسرت ارادتها». واكد رئيس السلطة التشريعية ان «عملية التحرير تتطلب جهدا تحشيديا يتجاوز الكم العددي الى النوع الاحترافي والسلاح الفتاك الى الفكرة العميقة، والإعلام والترويج المجرد، الى التوعية والتثقيف الهادف، وهي في ذات الوقت ايمان بضرورة عودة الحق المسلوب اكثر منها مشاعر رغبة بالقتال وحمل السلاح»، مبيناً ان «الحرب التي نخوضها حرب وجود وليس لدينا خيار اخر عنها فهي وسيلة الى غاية الاستقرار وعودة اهل نينوى الى ديارهم». تحمل الأذى واضاف الجبوري ان «هجرة العذاب والالم التي عاشها اهل نينوى كإخوانهم من سكان المناطق المحتلة قبل ما يزيد على عام ونصف، لا يوازيها الا عذاب اهلنا المختطفين في داخل نينوى وهم يلاقون من هذا التنظيم المجرم كل انواع التنكيل والأذى، والإعدامات الجماعية التي تطال ابناء نينوى كل يوم، لا لشيء الا لأنهم يرفضون الضيم والذل الذي يواجهونه من هذه الطغمة الباغية التي هتكت كل أسوار المعقول في الإجرام، وأذاقت اهلنا في سجنهم الكبير أصناف الاذى والعذاب، منوها بان الامر يدعونا للعمل المتواصل والجاد والمخلص والتضامني للإسراع في فك أسر نينوى من يد الظالمين». ودعا رئيس مجلس النواب إلى «تهيئة كل احتياجات المعركة وعلى رأسها تسليح مقاتلي العشائر ودعم قوات البيشمركة التي تقف مع ابناء نينوى في عملية التحرير»، مضيفاً ان «الاحتياجات اللوجستية لمتطلبات المرحلة تفرض علينا دعم المحافظة بإطلاق كامل موازنتها لاستيعاب الاحتياجات الضرورية لدوائر المحافظة العاملة». دعم المقاتلين ولفت إلى ان «تعاضد قوات الجيش وابناء العشائر والبيشمرگة الابطال وتضامنهم في العمليات التي تجري في المناطق التي يجري فيها القتال حاليا يدل دلالة واضحة على اننا مقبلون على نصر عظيم بعون الله، يصنعه الانسجام والتعاون والاخلاص، ويسنده الدعم الكبير من قبل التحالف الدولي، ويقف معضدا له الجهد الإنساني الكبير للمنظمات الدولية وكل ذلك بالتعاون والتنسيق والإدارة من الحكومة المركزية والقيادة العامة للقوات المسلحة والتفاهم اللامحدود بين كل الفعاليات الأمنية والعسكرية العراقية»، منوهاً بأن «الله يعلم حجم اهتمامنا وحرصنا على انجاز تحرير نينوى وهي في القلب وكل ذلك نابع من معرفتنا بأهمية هذه المدينة العريقة وكرم اهلها وأصالتهم، ومكونات اَهلها الكرام من عرب وكرد وتركمان ومسلمين ومسيحيين وايزيديين واشوريين ومن كل الطوائف والاعراق والمكونات، وما واجهوه على يد تنظيم داعش الإرهابي المجرم وما تعرضت له المدينة من تخريب لبنائها وثقافتها وتاريخها وتراثها وآثارها، وما حصل من سبي مخجل للنساء ومجازر جماعية يندى لها جبين التاريخ والإنسانية».واضاف الجبوري ان «ما تحتويه هذه المدينة من ثروة كبيرة وموقع مهم للعراق والمنطقة، يدعونا للمزيد من الجهد لإنجاز مهمة التحرير، والتفكير جديا بمرحلة ما بعد داعش الإرهابي لدعم الاستقرار والتعايش والتنوع والسعي لإعادة إعمار نينوى على نحو أفضل مما كانت عليه، وكل ذلك لا يمكن حسمه ما لم تتضافر جهود الحكومة المحلية ومجلس المحافظة والحكومة الاتحادية ودعم المجتمع الدولي لإنجاز الاستقرار ودعم حملة الإعمار»، مؤكداً الحاجة الى «جهد عشائرنا الكريمة في تحقيق السلم الأهلي عبر المصالحة المجتمعية وتشكيل اللجان الميدانية مع رجال الدين لمحاصرة كل انواع الخلافات وتغليب روح التسامح، والدفع باتجاه تحكيم القضاء في النزاعات ومحاصرة حالات الثأر بالظن والعقوبة الجماعية واشاعة منهج (ولا تزر وازرة وزر اخرى) والعمل على رص الصفوف لتجاوز المرحلة العصيبة وسحب فتيل ردات الفعل العشوائية وغير المنضبطة».





