عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

الإرهابيون ينشرون المجاعة في أحياء الموصل

الامن 01 ديسمبر 2016 0 135
الإرهابيون ينشرون المجاعة في أحياء الموصل
+ = -

 

74 مشاهدةآخر تحديث : الخميس 1 ديسمبر 2016 – 8:23 صباحًا
 

الموصل / بي.بي.سي نزح أكثر من 70 ألف مدني منذ بدء القوات العراقية حملة عسكرية قبل 6 أسابيع بهدف تحرير مدينة الموصل من دنس «داعش» وانتهى المطاف بالكثير من العائلات في مخيم «حسن شام»، في صورة مرعبة لطفلين فارين من إرهاب «الدواعش» في الموصل يرقدان على فراش، ولا يكسو عظامهما سوى الجلد، بينما تبرز مفاصل الركبة والأضلاع بكل قسوة. وتقول والدة الطفل الأصغر انه «لا يتجاوز العامين»، ويحوم ذباب طنان ببطء حول الطفل، ثم يقف على وجهه وهو لا يستطيع إبعاده، وعندما يبكي الطفل يكون الصوت خافتا وضعيفا ومن الصعب سماعه، وبجانبه يرقد شقيقه البالغ من العمر تسع سنوات، لكنه يبدو كطفل لا يتجاوز نصف هذا العمر. لقد وصل الطفلان إلى هنا قبل أربعة أيام بعد الهروب من إرهاب «داعش» في الموصل، وقبل خمسة أسابيع، لم يكن المخيم الذي يؤيهما موجودا من الأساس، ينمو المخيم بوتيرة مذهلة، فقد استقبل 47 ألف شخص فروا من منازلهم في الموصل وما حولها نتيجة المعارك العنيفة بين القوات العراقية والتنظيم الارهابي. ويزيد هذا العدد بنحو 3000 شخص كل يوم، وتصطف خيام بيضاء على مرمى البصر، ويروي القادمون الجدد حكايات مروعة عن الحياة داخل الموصل وعمليات قطع الرؤوس في الشوارع أمام أعين الأطفال، ومناهج الدراسة التي تحولت من التاريخ والجغرافيا للقتال والبنادق، ويصف كثيرون كيف باعوا كل ما لديهم من أجل شراء المواد الغذائية، وكيف كافحوا من أجل الحصول على وظيفة بعدما قرر تنظيم «داعش» أن لا عمل لهم. ويعد نقص الغذاء مشكلة كبيرة في الموصل، وتصر والدة الطفلين على أن طفليها  كانا بصحة جيدة، لكن مرور شهر كامل بدون طعام بسبب «الدواعش» جعل كلا منهما أشبه بهيكل عظمي، وأشارت إلى أنها «نقلت طفليها – قبل الفرار من الموصل – إلى مقر لتنظيم «داعش» حتى يروا حالتهما الخطيرة ويسمحوا لها بالمغادرة، إلا أن هؤلاء الوحوش طردوها ولم يهتموا لحال طفليها وهددوها بالقتل في حال غادرت المدينة». وتثير هذه الصور مخاوف من أننا قد نشهد بداية لقصة أكثر رعبا داخل الأحياء التي ما زال يسيطر عليها تنظيم «داعش» داخل الموصل، ولا يزال هناك الكثير الذي لا نعرفه عن الأوضاع داخل المدينة. وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، التي تعتني بالناس داخل المخيمات: انه «على الرغم من أنها ترى حالات سوء تغذية فإنها لا تعتقد أن هذا الأمر موجود على نطاق واسع». ربما يكون هذان الطفلان الموصليان مجرد طفلين بين عشرات الآلاف الذين يحتجزهم «داعش» كدروع بشرية، لكن معاناتهما الشديدة تفوق ما يمكن أن يتحمله أي طفل.

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار