كشفت محافظة بغداد عن تسجيلها تراجعا كبيرا باعداد النازحين في مخيمات جانبي الكرخ والرصافة بفعل تحرير القوات الامنية والحشد الشعبي لاغلب مناطقهم في الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى من براثن «داعش» الارهابي.
يأتي ذلك في وقت وقع فيه وزير التخطيط سلمان الجميلي اتفاقية مع سفير الاتحاد الاوروبي في العراق لتمويل مشاريع اعادة اعمار المناطق المحررة.
رئيسة لجنة منظمات المجتمع المدني في محافظة بغداد مهدية عبد الحسن، افادت لـ»الصباح» بان اغلب المخيمات في جانب الكرخ اصبحت تخلو بشكل كبير من النازحين لاسيما من محافظة الانبار، فضلا عن ان اغلب الاسر في جانب الرصافة النازحة من مناطق تلعفر وسهل نينوى وبرطلة والحمدانية اصبحت لديها رغبة كبيرة بالعودة لمناطقها التي حررت من «داعش» الارهابي، بعد رجوع قسم غير قليل منها الى تلك المناطق.
واشارت مهدية الى ان مخيم التكية الكسنزانية كان يضم 1826 عائلة نازحة من الانبار وتكريت، الا ان عددها انخفض الى 525 عائلة، فضلا عن وجود تناقص ملحوظ باعداد الاسر القاطنة في مخيم النبي يونس ودور العبادة والحسينيات في قطاعات 9 نيسان والاعظمية والصدر والرشيد والحسينية والراشدية والاستقلال، مؤكدة استمرار العمل من اجل عودتهم الى مناطق سكناهم تباعا.
وافصحت رئيسة اللجنة عن مشروع يجري العمل عليه بالتنسيق مع وزارة الهجرة والمجالس البلدية والمحلية والوحدات الادارية لغرض اعداد قاعدة بيانات باعداد الاسر النازحة المتبقية والعائدة بشكل طوعي للمناطق المحررة لتحديد احتياجاتها او توزيعها بين المجمعات التي خلت من النازحين، منوهة بتعميم لجنتها كتابا رسميا الى جميع المجالس البلدية والمحلية والوحدات الادارية لاحصاء النازحين. من جانبه، وقع وزير التخطيط سلمان الجميلي مع سفير الاتحاد الاوروبي في العراق باتريك سيمونيه اتفاقية جديدة لتمويل عمليات اعادة الاستقرار في المناطق المحررة بمنحة تبلغ 86 مليون يورو. الجميلي، اوضح في مؤتمر صحفي مشترك مع سيمونيه، ان اتفاقية التمويل الجديدة تأتي ضمن مجموعة من الاتفاقيات المبرمة مع التحالف الدولي، اذ جاءت بعد الانتهاء من تحرير المناطق المغتصبة من «داعش» الارهابي.
وبين ان الاتفاقية ستركز على مشاريع البنى التحتية، اذ من المتوقع تمويل 15 مشروعا في المناطق المحررة، فضلا عن منح قروض للعاطلين عن العمل وتطوير المهارات لدى الحكومات المحلية لتمكينها من اداء مهامها ودعم المصالحة المجتمعية.
ونوه الجميلي بان مدة الاتفاقية 72 شهرا، مبينا ان البرنامج الانمائي للامم المتحدة (undp) سيتولى تنفيذ مفرداتها بطريقة الادارة غير المباشرة مع الاتحاد الاوروبي والحكومة العراقية. بدوره، اعرب سيمونيه عن رغبة الاتحاد الاوروبي بتقديم كل انواع الدعم للعراق لانه يواجه ظروفا انسانية صعبة بسبب الحرب ضد الارهاب، مشيرا الى ان الاتحاد مساهم رئيس في المساعدات الانسانية لاسيما في الموصل.
ولفت الى ان الاتحاد الاوروبي يعمل حاليا على تشخيص الاحتياجات الرئيسة للمواطنين لمساعدة الحكومة العراقية في عودة النازحين الى ديارهم في المناطق المحررة وتوفير الخدمات الاساسية لهم .