عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

أمريكا والأضحية القطريّة

المقالات 02 يوليو 2017 0 217
أمريكا والأضحية القطريّة
+ = -

 

 

21 views مشاهدةآخر تحديث : الأحد 2 يوليو 2017 – 4:30 مساءً
أمريكا والأضحية القطريّة

د.أشرف القدومي

قبل سنةٍ واحدةٍ فقط عندما كتبت مقالا بعنوان (دورك جاي يا قطر) وقلتُ ان أمريكا سوفَ تُضحّي بحليفتِها الأقربِ والأعز في الخليج وهي قطر، حينها ضحكَ  القاصي والداني وقالوا انني أُعاني من (هذيان وحُمّى سياسية) … وها نحنُ اليومَ نشاهدُ ونرى ونسمعُ كيف ألقت أمريكا بطفلِها المُدلّل (قطر)  لآل سعود وأتباعها ينهشونَ لحمَه ويهرسون عظمَهُ ويرمونَ بآل ثاني إلى مزبلةِ التاريخ هذه هي السياسةُ الأمريكيةُ القذرة مع حلفائِها العرب دائما منذُ عقود، بمجرد أن ينتهي دورُ هذا الحليفِ أو يفشلُ في أداءِ المطلوبِ منه، يتمُ فورا (حرق ورقته) وإلقاؤهُ في سلّةِ مهملاتِ الاستخباراتِ الامريكية … ولا يقفُ الأمرُ عند هذا الحد، بل يتمُ فضحُ دورِه العملاني الذي لعبَهُ ضدَ أُمتِهِ العريبةِ والإسلامية، وطبعا يُجيّشونَ كلَ وسائلِ الإعلامِ والأقلامِ المأجورة ضده، وهي – لسخرية القَدَر – نفسُ وسائلِ الإعلامِ والأقلامِ التي كانت تُطبّلُ وتُزمّرُ له وتُمجّدُهُ من منا ينسى كيفَ كانَ وزيرُ خارجيةِ قطر السابق حمد بن جاسم يدخلُ الى اجتماعاتِ الجامعةِ العريبةِ وكأنهُ الآمرُ الناهي وسلطان زمانه، ولا يتمُ افتتاحُ أيِ قمةٍ أو مؤتمرٍ من دونه، من منا ينسى كيفَ وقفَ هذا الطبلُ الأجوفُ أمامَ مندوب روسيا في الأممِ المتحدةِ مهددا ومتوعدا مما دفعَ بالمندوبِ الروسي لأن يصرخَ بوجههِ قائلا (دويلتُكَ التي لا تكادُ تظهرُ على خارطةِ العالم نستطيعُ تدميرَها بصاروخِ ألعابٍ نارية واحد، فإلزم حدّك ولا تنسى حجمك) . من منا كذلك ينسى عربدةَ أميرِ قطر السابق (حمد بن خليفة)  الذي فاقَ الفيلَ وزنا وحجما وغباء وهو يقول (ستصبحُ سوريا الحديقة الخلفيّة لقطر) صبيانُ آل ثاني كانوا سببَ كلِ المصائبِ والويلاتِ التي أصابت أشقاءَنا في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر والبحرينِ وحتى في جيبوتي!!! أنفقوا المليارات واستقطبوا كلَ شُذّاذِ الأرضِ ومجرميها لتدمير تلك الدول، بل والأدهى أنهم نصّبوا أنفسَهم أوصياءَ على القضيةِ الفلسطينيةِ وكادوا أن ينجحوا بمخططِهم القذرِ بتبادلِ الأراضي مع الكيانِ الصهيوني، لولا رحمةُ الله وصمودُ سوريا الذي أفشلَ كلَ مخططاتِهم النجسة … ها هي قطرُ اليومَ أصبحت منبوذة كالمُصابِ بداءِ الجُذامِ أو الجرب الشديد. ها هي اليومَ تركضُ إلى إيرانَ وروسيا لإنقاذِها من الفخِ الذي أحكمَ ترامبُ إقفالَهُ عليها، وأصبحت القاعدةُ الأمريكيةُ في خُور العديد في قطر وهي الأضخمُ والأكبرُ في العالمِ (تُلملمُ) عفشَها وأغراضَها لترحلَ لدولةٍ أخرى هي الأرجحُ الامارات … طبعأ انا لا أُبرّئ الآخرينَ من غلمان الخليج كآلِ سعود، فهؤلاءِ أيضا مُتورّطون بالعَمَالةِ والخيانةِ وبسفكِ دماءِ العربِ والمسلمينَ الى ذقونِهم ومنذُ عقودٍ طويلة، لكن وقتَهم لم يحن بعد .ضحّت أمريكا بقطر مثلما نضحّي بخروفِ العيد لكن السكينَ كان سعوديا والجزّارُ مصريا والذي قطّع اللحمَ كان امارتيا … الكل قطعوا اليومَ علاقاتِهم مع قطر بأمرٍ من سيّدِهم وزعيمِهم ترامب … اللهمَ يا مالكَ المُلكِ تؤتي المُلكَ من تشاءُ وتنزعُ المُلكَ ممن تشاء، وتعز من تشاء وتُذلُّ من تشاء.. بيدكَ الخير إنك على كلِ شيءٍ قدير.

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار