باشرت دار المخطوطات العراقية باعتماد نظم الأرشفة الالكترونية لأكثر من 45 ألف مجلد تضمها الدار بين جنباتها، تتوزع بين مصاحف ومعارف وطب وآداب وفنون منوعة تعود إلى حقب تاريخية مختلفة، منها مخطوطات نادرة ونفيسة من القرن الرابع والخامس عشر الهجري خُطت بأقلام أصحابها.
ونقل بيان لوزارة الثقافة والسياحة والاثار، عن مدير عام دار المخطوطات العراقية أميرة عيدان القول، ان “المخطوطة صنفت حسب قانون الآثار بأنها قطعة أثرية تعامل معاملة الأثر وبحكم هذا التصنيف أصبحت دار المخطوطات تابعة لهيئة الآثار ومشمولة بقوانينها”، موضحة “لدينا الآن إحصائية بعدد المخطوطات والوثائق والرقع الخطية، جاءت بعدها مرحلة تحويل المخطوطات للأرشفة الإلكترونية، إذ تم إعداد إستمارة تحتوي معلومات كاملة تعرف بالمخطوطة من ناحية التصنيف”.
وأضافت ان “مشروع تحويل المخطوطات للأرشفة الإلكترونية تم بالتعاون مع قسم الحاسبة في هيئة الآثار لإعداد برنامج خاص للحاسوب، كما قمنا بتجهيز شعبة الحاسبة التابعة للقسم الفني في الدار بمجموعة من الحاسبات المتطورة، فضلاً عن تدريب كادر مختص”، مبينة ان “العمل بدأ منذ شهرين على إنزال مخطوطاتنا في هذا النظام الإلكتروني الحديث”.
فيما اوضحت مسؤول شعبة الحاسبة في دار المخطوطات العراقية خولة محمد علي، بحسب البيان، “نعتمد بطاقة أرشيفية يتم إدخالها في الحاسبة تتضمن معلومات وبيانات كلّ مخطوطة من [رقم التسلسل، موضوع المخطوطة، العنوان، المؤلف، اللغة، السمك مع الطول والعرض،عدد الصفحات وعدد الأسطر، المرحلة التاريخية]”.
وبينت “هناك مخطوطات بعدة لغات، منها الفارسية والتركية وغيرها وبعدة أحجام فهناك مصاحف صغيرة لا ترى بالعين المجردة وأخرى كبيرة الحجم”، لافتة “هناك صنفين من المخطوطات منها: الناسخ والمؤلف، فالمؤلف هي من كتبت بخط يد مؤلفها فتكون ملكا له وتعتبر مخطوطة قيمة، أما الناسخ فتكون بعدّة خطوط منها [الكوفي، الرقعة، النسخ، والتعليق]”.
وتابعت علي ان “أقدم المخطوطات الموجودة في الدار تعود للقرن الثالث الهجري: فالأولى تعود لـ [ياقوت الحموي]، والثانية نسخة منسوبة للإمام علي [عليه السلام]، وهي جزء من مصحف خط بالكوفي، ونسبت له بسبب عواملها، وهي من ورق الرق والتنقيط الظاهر على كلماتها باللون الأحمر، إذ أنّ التنقيط ظهر في عهد الإمام علي”.
ولفت البيان الى ان “في الدار عدّة أقسام تمر المخطوطات بها بالتسلسل وهي: الفهرسة، الحيازة، الخزانة، التصوير بالمايكروفيلم، والحاسب، ثمّ المشفى الخاص بترميم وصيانة المخطوطات”